​عدن.. اشتباكات وسيارات مفخخة وطائرات مسيرة فما التالي؟

>
الإرهاب جريمة متعمدة دائماً، وحتمية التهديد الإرهابي من الخلايا النائمة والسيارات المفخخة والطائرات بدون طيار من قبل الإرهابيين في العالم لا تزال مستمرة، ولكن ما يثير القلق هو حقيقة أن الإرهابيين يعيشون بيننا يبتسمون لنا في الصباح وفي المساء يفخخون السيارات بين بيوتنا، ويحركون الطائرات المسيرة والمحملة بالمتفجرات فوق رؤوسنا.

التكلفة المنخفضة للغاية لهذه التقنيات وسهولة نقلها بين المدن تثير القلق بين السكان والمسؤولين في المحافظات المحررة وأولها عدن، وعلى الرغم من الاستخدام غير الطبيعي للسيارات والطائرات بدون طيار من قبل الحوثيين والإرهابيين باعتبارهم التهديد الأكثر خطورة على المدن والسكان، إلا أنني لا أستبعد حقيقة أن الأجهزة الأمنية قد لا تكون مجهزة على النحو الأمثل لمواجهة هذه التهديدات المتمثلة بالسيارات المفخخة والطائرات المسيرة التي استطاع الحوثيون بمساعدة خبرات إيرانية تعديلها لتنفيذ هجمات صاروخية راح ضحيتها الكثير من الشهداء في عدن وخارجها.

من المفترض أن نبدأ بتجهيز كادر متخصص بلغة الجسد وبتحديد علامات التحضير للأعمال الإرهابية وسلوك الإرهابيين كون بوصلتهم لا تشير إلا نحو الجنوب، ومهمتهم الرئيسية تتمثل في الدخول والعيش وسط السكان وعدم جذب الانتباه إليهم والبقاء كـ (خلايا نائمة) تحت الطلب، وسيحاولون مرات ومرات، الحوثيون من الجو وحلفائهم المتخفين بيننا من الأرض.

تبقى المعضلة الأهم والأصعب هي في معرفة تكنلوجيا التصدي للطائرات المسيرة المستخدمة من قبل جماعة الحوثي، الذي سمح استخدامها الكثيف لها  التأكيد على سيطرتها  النسبية ليس فقط على الأرض، ولكن أيضًا في المجال الجوي وتعزيز عملية وهم الانتصار والقوة، ومع انهم لا يسيطرون إلا على مساحات محدودة  من اليمن، إلا أن عمليات الطائرات بدون طيار قد وفرت للحوثيين مثل هذا التفوق الجوي والقدرة العملياتية لاختراق المجال الجوي ومهاجمة الأراضي والمطارات السعودية وقوات الشرعية والانتقالي ومنصات الاستعراض العسكري، وأعطتهم دفعة كبيرة من حيث الدعاية لأنفسهم عبر قنوات التلفاز ومنصات التواصل الاجتماعي التي يستخدمها الحوثيون لأغراض دعائية.

نعلم أن الإرهاب له أشكال متعددة وأضر بالاستخدام السلمي للسيارات والدرونز، ونعلم كذلك أن إيران لعبت دورًا مهمًا في رعاية شر استخدام الطائرات بدون طيار من قبل الحوثيين، وفي تحديد وضرب الأهداف المدنية والعسكرية التي تدخل من ضمن أولوية قائمتها بمدينة عدن، وهذا يتطلب منا فهماً أفضل لكيفية التعامل مع الإرهاب ومع عملية استخدام تكنولوجيا الطائرات المسيرة في المستقبل والدفاع عن أنفسنا منها، فالإرهاب في جوهره هو أخطر الجرائم الاجتماعية التي تشكل تهديدًا لأمن الفرد والمجتمع على حد سواء والدولة ككل.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى