حكومة مناصفة مفخخة

> الكثير منا سمع عبارة السيارة المفخخة، لكن لم نسمع قط عبارة حكومة مفخخة، وأقول من هذا المنبر الحر المستقل، إن حكومة المناصفة حكومة (مفخخة) بكل ما تحمله الكلمة من معنى، لقد أقدمت على تجويع وقتل الناس جميعاً في عدن وبقية المحافظات المحررة من خلال تقاعسها في انفجار سعر الدولار والريال السعودي، وهذا الانفجار الرهيب تتحمله هذه الحكومة المفخخة التي تريد تأزيم الأوضاع بأي شكل من الأشكال مقابل ضمان إطالة الحرب وبقاء أوضاعهم المادية والمعيشية على أحسن ما يكون.

نعم هي حكومة مفخخة تعمل على تصدير الأزمات إلى كل بيت داخل عدن وبيوت المحافظات المحررة، وذلك بارتفاع أسعار السلع الغذائية عشرات الأضعاف مقابل مرتبات الموظفين والعاملين (الحقيرة)، إذن هناك خلل في هذه الحكومة المسماة حكومة المناصفة.
لا يهمنا وجود رئيس الحكومة ووزرائه في عدن أو في الرياض أو في المريخ، فما يهمنا هو إصلاح الخلل، إصلاح رمانة الميزان. فالعدل يا سادة لأن من حق المواطن أن يعيش حياة كريمة.

أصبحت الأسر في عدن وبقية المحافظات المحررة لا تقوى على مجاراة الغلاء والارتفاع المفتعل بأسعار العملات الذي ينعكس مباشرة على حياتها المعيشية.

ولذلك، عندما قلت حكومة مناصفة (مفخخة)، لأنها أصبحت مثل السيارات المفخخة، والفرق بينهما أن السيارة المفخخة تستهدف شخصية معينة لقتلها، لكن حكومة المناصفة المفخخة تستهدف شعباً بأكمله لقتله جراء ارتفاع الأسعار المخيف، وهم يعرفون أسباب وخفايا التلاعب بالعملة وصامتون، والسكوت علامة الرضى.

يا دولة رئيس الوزراء.. الأسر في عدن ضاق بها الحال فلا تستطيع توفير لقمة العيش لأطفالها، فأسعار السلع أصبحت مخيفة جداً فاقت الخيال، وأنتم صامتون وكأن الأمر لا يعنيكم.

إذا كانت الشرعية تحارب الانتقالي بأدوات التلاعب في العملة والخدمات، فما هو ذنب الأسر في عدن، أولادهم يموتون من الجوع، هذه أفعال لا ترضي الله ولا رسوله. كفاكم عبثاً بأهالي عدن، رأيت بأم عيني امرأة وجهها مغطى في أحد أزقة كريتر ومن هيئتها يتضح عليها أنها من إحدى الأسر بعدن، تمد نصف يدها على استحياء، فو الله إن عيناي دمعتا من هول المنظر الذي رأيته، وقلت في نفسي حسبي الله ونعم الوكيل على الذي أوصل الأسر بعدن إلى مد اليد.

وللأسف الشديد، كل الوزراء الجنوبيين، ولا أستثني منهم أحداً، في حكومة المناصفة ارتضوا على الأهالي بعدن أن يتجرعوا كل هذا الظلم والقهر والمآسي وهم لا يحركون ساكناً، ولا تقولوا لي اتفاق الرياض، فليذهب هذا الاتفاق إلى الجحيم. الأسر بعدن لم تقدر على التحمل لأنها تعيش على الرواتب الحقيرة لا غير. والله إنه خزي وعار على الوزراء الجنوبيين في حكومة المناصفة عندما يرون أهلهم في عدن وبقية المحافظات الجنوبية يموتون هم وأطفالهم جوعاً ويتسولون، وأنتم لا تعملون أي شيء وكأنكم لا تمثلون شعب الجنوب.

ولو نظرنا إلى الجانب الآخر من حكومة المناصفة وهم الوزراء الشماليون مرتاحون جداً، يضعون رجلاً فوق رجل، أهلم في المحافظات الشمالية لا يوجد عندهم تلاعب في العملة، وصرف الدولار بـ 600، والريال السعودي بـ 158، والكيلو الثمد بـ 4 آلاف ريال في صنعاء، بمعنى أن أهلهم في الشمال لا يموتون من الجوع ولا يتسولون، عرفتم لماذا خزي وعار عليكم أيها الوزراء الجنوبيون، والله إنكم تبيعون لشعب الجنوب الوهم.

وأختم آخر كلامي لوزراء الجنوب، بقول الرسول الأعظم محمد صلى الله عليه وسلم، "خيركم خيركم لأهله".

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى