هم يخربون والشعب يدفع الثمن

> أبغض سلاح استخدام الشائعات في المعارك والزج بتفاصيل الأشخاص ومس خصوصياتهم والتلصص على أسرهم وتعمد فضح الأعراض للنيل منهم، وخاصة إذا كانت تلك المعارك فكرية تقوم على قناعات لا يؤمن طرف للطرف الآخر فيها، وما إذا على ملاء "الإنترنت" في الأيام القليلة الماضية؟ يؤكد أننا أمام فصيل بشر قد انهزم في معركة سياسية ركب لها أسنة الذين فغاصت بهم الأقدام، ولجأوا بعدها إلى التشهير والشائعات التي حرمها الله وأبغضها إلى قلوب المؤمنين، ثم كان التشفي في الموت وسيلة أخرى تجعل المرء منا يخجل من أن الذين بيننا هم في جاهلية أشد من الجاهلية الأولى، فهل في الموت شماتة وقد كتبه الله على كل العباد، وكل شيء هالك إلاّ وجهه، أهؤلاء أصحاب قضية من يروجون لنبأ اغتيال، بل يحضون عليه ويؤدون لو أنهم بادون في الناس يؤكدون بقتل الرجل الذي يناوش ويبث الإشاعات بين الناس أو المعسكر.

أتعجب مما أراه في حياتنا اليومية من نزاعات وخلافات بين الناس وبعضهم البعض، على الرغم من أن الدنيا لا تستحق هذا التكالب عليها، إذ إن الأعمار قصيرة وإن طالت فنهايتها إلى التراب دون أن يأخذ الإنسان من الدنيا سوى عمله الذي سيحاسب عليه، أي بكل بساطة ليس هناك ما يستدعي أن نتصارع من أجل المصالح والمكاسب ونخرب الوطن، وهذا ما يجري الآن في وطننا الغالي.

دعونا نتساءل: ما هذا الذي يحدث على أرض اليمن (في شماله وجنوبه) وبين أبنائها؟

لقد وصل بنا الأمر إلى مرحلة عجز المواطن فيها عن ممارسة حياته بشكل طبيعي، يحكمه الخوف في كل تفاصيل حياته وتفكيره، والسبب وراء ذلك عدم وضوح الرؤية السياسية، وواقع اقتصادي ينهار بشكل مرعب وتبلُد فكري وأخلاقي بمختلف الفئات حتى بين أساتذة الجامعات الذين وصل بهم الأمر إلى سب بعضهم البعض في بعض الأحيان، ورجال دين تفرغوا للبحث عن مجد سياسي بدعوى الجهاد من أجل تطبيق الشريعة، وقد نسوا أنه كان عليهم الجهاد من أجل توعية المواطن وتذكيره بأن إنقاذه وإعماره هو واجب وفرض أساسي قبل أي شيء آخر.

إن الكل مذنب في هذا الأمر، ويتحمل وزر ما وصلنا إليه.. قصارى القول: نقول في ظل الاستقرار يسود الأمن والأمان، في ظل الاستقرار سيمشي كل شيء على ما يرام، في ظل الاستقرار يشعر كل مواطن بأنه أمن على ماله وأبنائه وعرضه، فتهدأ نفسه ويرتاح باله، وفي ظل الاستقرار يخطط كل مواطن لمستقبله، ورفع مستوى معيشة أسرته، في ظل الاستقرار تسعى رؤوس الأموال الأجنبية إلى بلادنا وتتنافس للمساهمة في المشاريع الاستثمارية التي تحقق أهداف التنمية والتطور.

في ظل الاستقرار تزدهر السياحة ويتدفق السياح من جميع أنحاء العالم إلى بلادنا.
إن هذه المكاسب والإنجازات التي دمرها هؤلاء المتلونون ذوو الوجهين، سوف يدفع الشعب ثمنها بعد أن حققها وبناها بجهده وعرقه وماله ووقته، وهم يخربون والشعب يدفع الثمن.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى