إعادة فرمتة العقول الجنوبية مطلوبة

> عقول الجنوبيين مغلقة على بعضهم البعض، بينما عقول الشماليين منفتحة، فكيف هم تقاتلوا على السلطة وانقسموا وأعادوا تحالفاتهم؟
هل ما كان لديهم علم بأن الحوثي مرتبط بإيران؟ كان لديهم علم بذلك وأحضروه من كهوف مران وركزوه في صنعاء.

عندما أصبح الأمر واقعاً التحق البقية بالركب وذهبوا للتحالف معه وكان هدفهم واحداً وشرطهم واحداً، وهو الحفاظ على الوحدة اليمنية، وبعدها سرعان ما تم استلام الجيش اليمني ومؤسسات الدولة المدنية.
بالمقابل، الجنوبيون لم يستغلوا تلك الفترة التي كان فيها الشمال مشغولاً بذاته، بل زاد تباعدهم وكل واحد منهم يريد أن يكون هو القائد والزعيم والموجه على البقية أتباعه.

عندما شعروا بأن هادي هرب عجلوا باللحاق به إلى عدن للإمساك به، وكادوا يمسكونه بمساعدة جنوبيين ووقع في الفخ وزير الدفاع ومجموعته، وشنوا الحرب لكي يستعيدوا عدن والجنوب كأمر واقع وكلهم متفقون على ذلك، لكن عندما بدأ التحالف بعاصفة الحزم شعروا بأنهم سيخسرون الجنوب، ودفعوا بالإصلاح لكي يعلن بعد شهرين أنهم يؤيدون التحالف ووضعوا شروطهم وكان لهم ما أرادوا.

نحن الجنوبيون لم نكن موحدين وكل منا ذهب ليقاتل الغزو الجديد ولم نشترط على أحد، وكانت لنا التضحية وكان القرار السياسي بيد الشرعية التي تسيطر عليها جماعة الإخوان والتحالف.

عندما شعر الإخوان المسلمون بأن الجنوب أصبح قوة على الأرض ذهبوا ليوزعوا الأدوار فيما بينهم منهم من ذهب إلى قطر ومنهم من ذهب إلى تركيا، وهذا كله ضغط على التحالف لكي لا يذهب بعيداً مع الجنوبيين، ولهذا ركزوا على دولة الإمارات حتى أخرجوها من التحالف لأنها هي من تدعم بقوة الجنوبيين، لأننا حتى اليوم لم نستفد من الدرس بأن علينا أن نضع هدف استعادة الدولة وهو الرئيسي، ولم نستفد من الدرس بأن ما زال كل واحد منا متمترساً في مكانه ضد صاحبه الجنوبي، ولأننا لم نستفد من الدرس ونوزع الأدوار كما يفعله الشماليون، ووصلنا إلى طريق مسدود. من يعارض إعادة الدولة الجنوبية بقوة هم جنوبيون يعملون مع الشماليين وأصبح وضعنا صعباً للغاية.

اليوم يتم تسليم واستلام لأرض الجنوب فيما بين الشماليين، وبعضنا من الجنوبين حتى الآن لم يفهم الدرس.
نعمل من الحبة قبة ونصارع طواحين الهواء وأرضنا تذهب من بين أيدينا، وشعبنا يتضور جوعًا، وخدمات مدننا في الحضيض، والجنوبيون الذين هم في الشرعية لا يتجرؤون على الوقوف ضد الخطأ الذي يمارس ضد أهلهم.
لهذا، نحتاج إلى إعادة فرمتة عقولنا لتستوعب المتغيرات، ولو فاتت هذه الفرصة من أيدينا لن يرحمنا أحد لأننا أغبياء بحق وحقيقة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى