إلى أين؟

> نواجه بعض التساؤل الذي من المتعذر إعطاء إجابة عنه من منظور ما يجري على الأرض، وما تكشفت من تبدلات يصعب معها إعطاء قراءة واقعية تحليلية لأسرار تلك التبدلات العاصفة في المواقف والاستراتيجيات التي لا يمكنها أن تعطي خلاصات منطقية لا على المدى القريب ولا البعيد.
ماذا يعني أن عاد الحوثيون إلى أجزاء المناطق المحررة دون مقاومة؟ هل في الأمر استراتيجية عسكرية من نمط مختلف وغير مسبوق؟

هل تبدل مفهوم الخطر الفارسي الذي من أجله كانت عاصفة الحزم، وقدم لأجله آلاف الشهداء أرواحهم بتضحيات بطولية؟ هل قدرات التحالف العسكرية بما فيها سلاح الجو لم تعد بتلك الفاعلية؟
ما أولويات التحالف في الأثناء التي باتت فيها المناطق المحررة تعيش واقع الفوضى واجتياحات حوثية جديدة مع ما يلازم الوضع من تدهور مخيف وغير مسبوق في أسعار الصرف وانهيار العملة؟ أعني واقعاً اقتصادياً مزرياً يسهم في خلط الأوراق ربما بصورة يصعب احتواؤها.

نعيش واقع القلق والتوجس والخوف بكل معانيه في المناطق الجنوبية التي يفترض أن تكون مستقرة، ومع ذلك لا توجد إجابات واضحة ولا خطوات فعلية باتجاه تلافي الأمور، ولا يمكن أن نشير إلى استراتيجية التحالف العسكرية، لأن معطيات الواقع تشير إلى استمرار المضي إلى المجهول.
جبهات المواجهات مع الحوثي لم تعد محط اهتمام التحالف الذي رفع يده عن تموينها بالعتاد، وكذلك رواتب الجنود المنقطعة منذ عام، فهل يتم البناء على أساس افتراضي لشكل تحالفات جديدة، وما تكون عليه النتائج على المدى القريب؟

الثابت أننا أمام حالة ضبابية من أوضاع ليس في مؤشراتها إلا الفشل مهما كانت المكابرة، والأجدر أن تتم المحافظة على ما تحققت من انتصارات بالنسبة للتحالف، وإعادة تقييم الأمور بواقعية من منظور الأخطار الجدية التي بدأت مؤشراتها على أكثر من صعيد، فالوضع على الصعيد الاقتصادي بالغ الخطورة إن لم يكن كارثياً، والوضع على الصعيد العسكري لا يبعث أي مساحة أمل بعد أن أصاب تحالفات الأمس ما أصاب، وهي الفرص الذهبية التي يلعب عليها الطرف الآخر، فهل من الحكمة المضي إلى النهاية بهذا النفس المغامر المريب إن جاز التعبير؟

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى