​سحق الكليبي

> ظهر أن ألوية محور بيحان قادتها كلهم إخوان إلا الكليبي واتهم بعض السياسيين حينها أن هدف الإخوان تمويه المخابرات السعودية، ونجحوا، فما لبثت تلك الألوية أن سلّمت بيحان للحوثي بقرار إخواني في إطار مؤامرة إخوانية ضد التحالف.
والتسليم ليس اتهاماً، بل تصريحاً للعميد علي صالح الكليبي قائد اللواء 19 الذي مجّده الإخوان طيلة سنوات، فوصفوه من قادة عملية تحرير بيحان، وأسد المعارك وفاتح الفتوح، وقاهر الصفوية، ولثقتهم به جعلوه في الخط الأول.

قبل تصريحه عن مسؤولية الإخوان في تسليم بيحان حذّر على قنوات الشرعية والإصلاح من سيطرة حزبية على المؤسسة العسكرية، والسيطرة ليست للبعثيين أو الناصريين أو الاشتراكيين، بل للإخوان، فصارت تصريحاته لعنة حاصرته وهمشته حتى استقال، أو أقالوه.
ولما صرح بذلك التصريح الذي كشف فيه غوامض ما جرى في بيحان ودور الإخوان في التسليم، فُتِحت عليه أبواب جحيم التنظيم لسحقه، فتناوبت نهشه غربانهم فصار خائن الدين والوطن والوحدة، وصار المدعو الكليبي، وصار الخائن الكليبي، وصار العميل الكليبي الذي نهب أكثر من مليارين، والمتآمر مع الإمارات لإسقاط بيحان بمبلغ 150 ألف دولار، وصار الفاشل الكليبي الذي كان يمنع دوام المرابطين، وصار السارق الكليبي الذي يستحوذ على صرفة جنوده، وهو سبب سقوط القنذع وسقوط جبهات البيضاء إلخ.

الرجل كان الوحيد الذي هويته السياسية والعسكرية للشرعية في وسط عش دبابير إخواني، لذلك لا غرابة أن شكا على الهواء مباشرة من التمييز بين الألوية.
لو قبلنا تلك الخيانات منه أين كانت تحريات عش الدبابير عنه طيلة سنوات؟ لماذا لم يكشفونها؟ هل هناك خانة للعيش والملح في الخيانات العسكرية؟ ما دور بقية الألوية وقادتها وتقريباً كل كتائبها وسراياها إخوان بعد خيانة الكليبي المزعومة والسيطرة على القنذع وتمركز الحوثي فيها أكثر من شهر ونصف.

كيف يفسرون اجتياح الحوثي لبيحان في سويعات من يوم؟ ماذا عملوا من استعدادات لتجاوز آثار خيانته وصد العدو الذي لم يجتاح بيحان إلا بعد شهر ونصف من خيانة الكليبي والسيطرة على القنذع؟ هل الكليبي حوّل السجناء من بيحان إلى عتق قبل سقوطها؟ من حولهم؟ ولماذا؟ ولماذا

سكتوا عن خياناته حتى سقوط بيحان كلها؟ لماذا لم تظهر خيانته إلا بعد تصريحه؟ هل خيانة بهذا الحجم يمكن السكوت عنها بحجة عدم شق الصف الداخلي والعيش والملح؟
أسئلة لن يجيبوا عليها إلا "بالزعبقة" والاتهامات والقدح في ذمة الرجل وتقديمه قرباناً كجثة الفارسي تنهشه الجوارح لخلق ضجيج يغطي التسليم، ففي المعايير الإخوانية ليس مهماً أن ينهزم الجيش وتُباد الألوية ويتسلّم الحوثي بيحان كلها، بل المهم أن لا تتعرض لقدسية التنظيم بأي معلومات مهما كانت صحيحة عنه، أما أن يصرح الكليبي بأن الإخوان قاموا بتسليم بيحان للحوثي في إطار مؤامرة إخوانية ضد التحالف، فتلك خيانة تستوجب تشويهه وسحقه وسحق تاريخه.

لن أدافع عن الكليبي، فلديه سجله في هذه الحرب وقد استغله التنظيم حتى استفذه رغم شهادة الكثير للرجل بأنه شجاع ودوره مشهود في تحرير بيحان، وأنه موالٍ لشرعية الرئيس، وجريمته أنه يعادي مشروع الحوثي بنفس عدائه لمشروع الإخوان، وحذّر من خطورة سيطرتهم على المؤسسة العسكرية في القنوات، لكنه دخل المحظور حين قال ما لا يريده التنظيم ولوبياته أن يقوله، فصدر القرار بسحقه وتشويه ماضيه وحاضره ومستقبله.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى