لن يرص شبوة "بيض الله وجه فلان!"

> في ظل التشابكات والشروخ التي شهدتها شبوة منذ اجتياحها عام 2019م، وفرض التمكين الإخواني فيها، وما فرضه فيها من علاقات عداء وتصفية منهجية خاصة لاجتثاث مشروع استقلال الجنوب، بل اجتثاث أي مقاومة غير ما يريدون ترسيخها، فدهسوا صور الشهداء ليلة غزوتهم تلك، وضربوا صور الشهداء في قرن السوداء، وختموها برمي صور الشهداء وإحراقها في الزبالة، وفي أثناء تسليم بيحان كانت غزوتهم لعسيلان!

فجاءت تداعيات تسليم بيحان بطريقة تضع مئات من علامات الاستفهام، والإجابات على التساؤلات حول سقوطه كانت صادمة، فهول الحدث كشف الحقائق فـ "ناصر عبدربه منصور" في اطار إجابته حول ما جرى من خيانات في شبوة وعمل هيئة الأركان واستطلاع الجيش كان رده "ليس لدينا جيش وطني حقيقي!" وأعترف بأن "الجيش وحدات تتبع قادتها، ومن يصرف عليها دون قيادة موحدة!"

وهذا يؤكد كلام الكليبي عن أن بعض الألوية يصرفون لها المليارات وبعضها محروم من الفتات!
فمن الجهة التي تصرف المليارات على ألويتها؟! ولماذا لم ينل بعضها إلا الفتات؟! وما المشاريع التنظيمية خلف ذلك؟!

الإجابة على هذا التساؤلات هي خارطة طريق لمعرفة كيف تم تسليم بيحان أو كيف سقط!

إذن لا مجال إلى "بيض الله وجه فلان وفلان الذي وقف مع شبوة" فشبوة ليست في "صلح وبرا قبلي" فيه بياض وجه وسواد وجه! نحن في حرب داخل حرب، والطعنة في الظهر هي تصفية التنظيم خيارات واجتثاثها، والرأي الشخصي شيء والراي السياسي شيء آخر، مع أن أي رأي شخصي مرتبط بحسابات شخصية سياسية مهما أظهر من الابتعاد عن السياسة.

الحقيقة الثابتة أن شبوة ليست دولة ذات سيادة حتى تلتحم كل القوى للدفاع عنها، ثم يفصل وينظّم الدستور الوطني واللوائح المنبثقة عنه في خلافاتها، شبوة مسمى "إداري" يتنازعه مشروعان، إما الوقوف مع عدن ومشروع الجنوب وإما الوقوف مع صنعاء ومشروع اليمننة، والحراك المجتمعي الرافض في شبوة لم يعد حكرا على الانتقالي الرافض لليمننة، بل خرجت قوى وشخصيات عسكرية ومشايخية متنوعة في نهجها، بغض النظر عن اختلاف توجهاتها ضد الوضع الذي أوصل المحافظة إلى تسليم مديريات بيحان، ومن الصعب وصفه بالتشفي وتصفية خصومات شخصية، فذلك تسطيح للحالة في شبوة، فما أوصل المحافظة إلى هذا الوضع هو احتكار التنظيم للخلفية الوطنية، وإنكار الآخر، بل منهجية تصفيته واجتثاثه، وإن كل القوى يجب أن تقف خلفه، ومن خالفه عميل ماجور لا تهمه شبوة والأخطار المحدقة بها! وإنكار أي دور مقاوم أو تضحيات لكائن من كان إلا من يرضون عنه، وهذه هي الفتنة التي أوصلت المحافظة إلى هذه الحالة المزرية من تفكك قواها ونسيجها المجتمعي.

لكي تقف شبوة على قاسم مشترك، على الجميع أن يطالب بتنفيذ اتفاق الرياض، لأنه يحشد الكل لمواجهة الحوثي دفاعا عن محافظتهم وغيرها، وتحرير كامل ترابها من التمدد الحوثي وتراب غيرها، وليس للدفاع عن امتيازات ومكتسبات حزبية لمشروع التمكين، أما "الكلفتة" واحتكار الشرعية والسلطة والجبهات وإقصاء واجتثاث الآخرين فلن ترص الصفوف ولن يرصها "بيض الله وجه فلان"

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى