​أي تربية وأي تعليم؟

> كلنا يعرف أن التعليم شيء أساسي ولابد منه لأي مجتمع، فعن طريق العلم والتعليم فقط وليس عن أي طريق آخر.. يزدهر الوطن برجاله جميعًا من أطباء وصيادلة ومهندسين، ومحاسبين ومهنيين، وصناعيين، ومخترعين، وقضاة، ومحامين، ومفكرين إلخ.. صدق الشاعر أحمد شوقي عندما قال: قم للمعلم وفه التبجيلا كاد المعلم أن يكون رسولا.. لكننا – ومن ناحية أخرى – لا نستطيع أن نصف أي عملية تعليمية ومهما كانت بأنها ناجحة ومجدية، لأن كل عمل أو نشاط يقوم به الإنسان نظامًا ومواصفات يتقيد بها في عمله هذا وإلا كان هذا العمل فاشلًا لا فائدة منه. ومع تسليمنا كما ذكرنا في البداية – بأهمية التعليم في أي مجتمع إلا أننا نلاحظ على العملية التربوية عندنا في بلادنا مظاهر سلبية عديدة منها:
التعليم ما دون الثانوية ضائع ومهما يعتبر في إجازة مفتوحة نتيجة للحالة الأمنية والفوضى التي عمت البلاد فأصبح التعليم مهمشًا غير منتظم، الجو الحار من جهة، وإغلاق المدارس من جهة أخرى، وازدحام الصفوف بالتلاميذ، كل صف بداخله إعداد كثيفة، مع أن العملية التعليمية تتطلب أعداد معينة من التلاميذ في الغرفة الصفية الواحدة، ومن غير المعقول أن نقوم بعملية تعليمية ناجحة إذا كانت غرفة الصف عبارة عن علبة سردين مكدسة عن بكرة أبيها بالتلاميذ، فأي فائدة علمية سوف يجني هذا الحشد الضخم من التلاميذ في الغرفة الواحدة الذي يكون عددهم بالعشرات من الطلاب.

إن المعلم في هذه الحالة لا يستطيع توجيه الاهتمام الكافي لكل واحد من هذا الحشد الهائل من التلاميذ أو متابعة تحصيل كل واحد من هذه المجموعة الضخمة من التلاميذ، فكلما كان عدد الطلاب في الغرفة الواحدة معتدلًا بحيث لا يزيد عن 25 طالبًا كلما كانت الفائدة المرجوة أكثر تحققًا، ولهذا نجد أن غرفة الصف الواحد في مدارس الدول المتقدمة لا تحتوي على أكثر من نصف العدد الموجود عندنا.. ومن ثم تكون الفائدة العلمية للتعليم عندهم أضعافًا مضاعفة لما هو عندنا "(مئة على مئة إذا هي صلحت وجد العمى نحو العيون سبيلًا.. ومن أجل أن نتلافى خطورة هذا الوضع العددي الكبير وغير المقبول للطلاب في الغرفة الصفية الواحدة يتوجب علينا – إن أردنا مصلحة الطلاب – أن يكون لدينا على الأقل ضعف العدد الحالي من الغرف الصفية وبالتالي المباني المدرسية.. وللعلم فإن معدل التلاميذ لدينا في المرحلة الأساسية للغرفة الصفية الواحدة هو (عدد هائل) فوق المقرر.

أما المرحلة الثانوية فهو عدد مناسب مقبول. وهذه الأعداد تتناسب والأهداف المتوخاة من العملية التعليمية وشهادة لله إذا نحن فعلًا نريد التعليم لأبنائنا اتركوا الحروب داخل المدن واذهبوا للحرب والعراك خارج المدن. لأن سبب خراب التعليم وكل البنية الأساسية هي تلك الحروب كلما تجمعت مجموعة لغرض الحصول على المكاسب والمصالح عملوا حربًا بين القبائل والمناطق للحصول على هذا الفيد، إلى متى وبلادنا يتصارع أبناءها على وسخ الدنيا وضاع الوطن والمواطن.. اعقلوا اعقلوا الحقوا بلادكم لإنقاذها.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى