متابعة صحيفة (الأيام) ودعمها واجب وطني جنوبي

> في مطلع هذا المقال أشير إلى أن صحيفة "الأيام" لا تمر في أزمة مالية ولا في أزمة قراء، فلاتزال الصحيفة متألقة كما عهدناها ولكن المشكلة التي تعانيها الصحيفة هي نفسها ما تعانيها الصحف الورقية.

والكتاب والقراءة من الورق بشكل عام قلت وهجرت عند البعض بعد أن اتجه القراء إلى شبكة التواصل الاجتماعي بشكل كبير في مختلف أنواعها وهجروا كثيرًا قراءة الصحف الورقية واقتنائها ومتابعتها في الوقت الراهن فانطلاقًا من هذا الوضع ومن هذا الأمر غير الطبيعي فإن صحيفة "الأيام" بالنسبة لنا في الجنوب صحيفة غير اعتيادية؛ بل هي استثنائية وصحيفة غير كل الصحف نظرًا لتاريخها ونظرًا لما نهضت به في سبيل قضية الجنوب العادلة منذ احتلاله في عام ١٩٩٤م.

والتنوير بالقضية وبلورة معالمها ونقل معاناة الجنوبيين في ظل سيطرة الاحتلال البغيض، ومن ثم مواكبة الثورة السلمية الجنوبية التحررية خطوة خطوة وفي أشد المراحل التي مرت بها الجنوب وعدن والصحيفة نفسها. وكانت ولا تزال "الأيام" مدرسة وطنية جنوبية ونضالية وهي أيضًا مدرسة ثقافية وفكرية وإعلامية جنوبية، وهي معلم من معالم الهوية الجنوبية ثقافة وإعلامًا وتحضرًا ومدنية، وكذا فإن رسالتها تعزز هذه الثقافة وهذه الهوية العريقة، لهذا أنا أدعو كل القراء الجنوبيين المخلصين لقضية شعبهم العادلة والساعين حقًا لاستكمال تحرير وطنهم الجنوب وفي مواصلة مسيرة استعادة دولته أن يتابعوا باستمرار هذه الصحيفة أولا من أجل استمرار الوعي الثوري والحماس الوطني الجنوبي وفق هذه المرحلة، وثانيًا اهتمامًا بالصحيفة ودعمها في مثل هذا الوضع العصيب والمحافظة على استمرارها وألقها وأداء رسالتها وطنيًا وثقافيًا واجتماعيًا وإعلاميًا وغير ذلك.

لقد كانت الصحيفة في مراحل سابقة توزع بعشرات الآلاف وكانت توزع في محافظات الشمال وكل محافظات الجنوب كنا كلنا نحرص على شرائها كل صباح وننتظرها بشوق، فهذا كان فيه خير لنا ولها، والآن الصحيفة تعتمد على الإعلانات فقط نظرًا لعدم توزيعها إلى كل مكان فهل لا زالت تشق طريقها شمالًا كما كانت؟ لا أظن ذلك! مع أن الشمال جعل من الجنوب سوقًا له، حتى الماء يأتي من هناك فهل يقبلون نور "الأيام" أن يدخل بلادهم؟

إن وسائل التواصل الاجتماعي التي التهينا بها لا تغنينا عن القراءة ولا عن الكتاب ولا تغنينا عن الجريدة نهائيًا وأذكر صحيفة "الأيام" نموذجًا هناك أشياء وأخبار ومقالات لا تجدها في وسائل التواصل الاجتماعي وإن وجدت فإنها تضيع في زحمة مواد هذه الوسائل، ولكنك تجدها في الصحيفة ثم إن ما في الصحفية هي أخبار وحقائق محققة وموثقة وموثوقة غالبًا؛ لأن الصحيفة مسؤولة عنها لكن في شبكة التواصل يكثر الغث والسمين والكذب والقص واللصق والحرب النفسية وغير ذلك.

"الأيام" هي لسان حالنا ولسان حال قضية شعبنا، صحيح لدينا الآن صحفًا خاصة تتبع الانتقالي بشكل مباشر ونحن نهتم بهذه الصحف ولكن يجب ألا نهمل الصحفية الأم، الصحيفة التي لا تزال تواكب القضية بمهنية واحترافية، نحن بحاجة إلى استمرار النفس الثوري الذي كانت تشعله صحفية "الأيام" في النفوس لهذا يجب أن نحرص كل الحرص على اقتنائها ومتابعتها.

ألا تتذكرون معي حينما حجبت علينا قسرًا وحجب نورها العدني المتوهج الذي يشبه شمس هذه المدينة العظيمة؟ أتذكرون كيف كان حالنا ووضعنا مثل الأطفال الأيتام تحت حكم اللئام؟
لم أنس ولن أنسى حين كان يشمت بنا أعداء الجنوب وأعداء "الأيام" بعد أن حجبت ظلمًا وعدوانًا؛ بل منع إصدارها عنوة.

الآن هي متوفرة وموجودة لماذا نعرض عنها وهي تعرض علينا ونحن قادرون على شرائها؟ لا أدري لماذا نحن الجنوبيون نحب الشيء حبًا كبيرًا إلى حد التطرف أحيانًا ومن ثم تضعف هذه العاطفة قليلًا قليلًا، من غير أسباب مقنعة!
أرجو أيضًا من المؤسسات الجنوبية والمنظمات وهيئات الانتقالي الاشتراك في هذه الصحيفة شهريًا أو سنويًا أو نصف سنوي دعمًا لها والإفادة من موادها المتنوعة.

يشهد الله أنني لا أعمل دعاية خاصة للصحيفة فهي أكبر من ذلك وأنا أكبر من ذلك، ولم يوعز إلي أحد بذلك، ولا الصحيفة تواصلت معي بهذا الغرض، ولكن لحاجة ومصلحة وطنية كتبت هذا ولغرض ثقافي جنوبي أدعو القراء إلى متابعة هذه الجريدة الوطنية التي تمثل جزءًا من هويتنا في عدن وفي الجنوب وهي من أعمدة قضية شعب الجنوب وثورته في رموزها الخالدة من مثل الأستاذ المناضل هشام باشراحيل رحمه الله وعميد الأسرى الجنوبيين المناضل أحمد المرقشي عافاه الله وغيرهما.

هناك من لا يتابع وسائل التواصل الاجتماعي ولكنهم يتابعون الصحف فعلينا التواصل معهم عبر الصحف وفي مقدمتها "الأيام".
كم نشرت من مقالات في وسائل التواصل الاجتماعي ولكن لا أجد لها صدى مثلما صداها حين تنشر في "الأيام"، وأجد قراء يعتبون علي لماذا لم تعد تكتب مع أنني أكتب باستمرار ولكن من غير نشر في الصحف إلا قليلا.

ألا يستحق هؤلاء الأوفياء أن نكتب لهم؟
وكذا أدعو الكتاب إلى تزويد الصحيفة بكتاباتهم المختلفة لاسيما ما كان منها يلامس الشأن الجنوبي.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى