عدن مدينة "الكاف"

> عدن مدينة خلقها الله سبحانه وتعالى رحمة لناس، وهي كريمة حتى على من جحدوها وحملوها وزر صراعاتهم.

* سَكَنَت عدن، منذ أول مهدها، أسر عريقة، وكانت بيوتها قناديل علم وخير ومنابر للتحرير وساحات للوطنية، وأنجبوا رجالا ونساء زادوها شرفا وفخرا ورفعة، وتوارثوا عشقها ونكران الذات، بينما كثيرون جاؤوها طمعا بسلطة أو غنيمة، ولم يكونوا شيئا مذكورا، فاصبحوا على حساب معاناتها مناضلين وقادة ورموز وطنية وأصحاب ثروة!.

* أسرة "الكاف" إحدى الأسر العدنية العريقة التي تعتز بجذورها الحضرمية، وقد حظيت بمكانة اجتماعية وعلمية رفيعة في عدن والجنوب، وترك أفرادها بصماتهم في كل مكان ومجال، ومنهم المهندس عدنان محمد الكاف.

* عدن تعرف عدنان الكاف قبل أن يكون قياديا في المجلس الانتقالي بسنوات طويلة، فهي مسقط رأسه وتحفظ حبوه وخطواته الأولى، وأمضى طفولته وشبابه في حواريها و ملاعبها، ويعرفها بكل تفاصيلها وعبق تاريخها ورائحة أزقتها العتيقة ووجوه ناسها الذين يظنون به خيرا، وقد أدار ميناء منطقتها الحرة ويعلم مكانتها على خارطة العالم و قيمتها كثروة قومية، وعاش بارا بها صغيرا وكبيرا، ومواطنا بسيطا ورجل أعمال كريما.

* أسقط غزو الحوثي والحرس الجمهوري للجنوب كثير من الأقنعة، ولكن الحرب أظهرت معادن الرجال أيضا، ففي ذروة المحنة و الحصار التي عاشتهما عدن، وحين جر معظم المسؤولين ذيولهم وتركوها وأهلها لمصيرهم، اختار الكاف وعائلته البقاء، وقد كانوا يستطيعون مغادرتها، عندما كانت بيوتها تقصف بوحشية، والقناصون يفتكون بكل شيء يتحرك، كان "عدنان" من اللذين خرجوا إلى شوارعها و أداروا مؤسساتها، وقادوا جهود إغاثتها، وخففوا من معاناة أهلها الذين أمسى أكثرهم نازحين ومشردين، وكان له شرف المشاركة في نصرها وتحريرها، فعدن انتصرت بفضل من الله، ثم بالبندقية والدم وبتكبير المساجد وبسجود ودعاء المجاهدين والمستضعفين وبالمواقف الشجاعة والنبيلة.

* نعتقد أنه منذ عودة قيادات المجلس الانتقالي واستقرارهم في عدن، لم يستفيد المجلس من قيمة وعقلية "الكاف" مثلما ينبغي، ونظن أن المساحة التي تركوه يتحرك فيها محدودة مقارنة بحضوره ومكانته ومحبة الناس له في عدن والشارع الجنوبي، اجتماعا ورياضيا وإنسانيا، وحتى قدراته الإدارية والاقتصادية التي يعرفها الجميع، يحاولون حشرها في خانة صغيرة، في الوقت الذي يغطي إعلام المجلس تنهدات بعضهم، وتكاد تتكرر الوجوه نفسها على شاشتهم، نجد أن "الكاف" غائبا في كثير من الأحيان عن مشهدهم واهتمام وسائلهم!.

* لا نعلم إن كان هناك من يخشون أن يحرجهم حضوره أو أنها حسابات لا ترى أبعد من السلطة والأحزاب ومصلحة صاحبي وصحابك، وقد نحسن النية ونعتبر أن سياستهم في بداية الطريق وعدالتهم تأخر توقيتها، ولكن الذي ندركه جيدا أيضا، أن هناك أبوابا مغلقة تحتاج إلى مفاتيح من نوع خاص، فعندما تريد أن تقنع الجيعان بأن الوطن يأتي قبل الخبز، عليك أولا أن تبحث عن شخص يؤمن الجيعان بصدقه!.

* كان "الكاف" من أول المسؤولين الذين زاروا مدينة كريتر بعد أحداث (إمام)، وبرغم ألمهم وسخطهم، استقبله أهلها باطمئنان، وجبرت كلماته خواطرهم، واجتهد لكي تعوضهم لجنته، فحب الناس هبة لا تشترى بسلطة أو ثروة أو واسطة.
* راهنوا على "عدنان" ولا تحرقوا أجنحته سهوا أو بخسا، فعدن مدينته و ليس كلكم يستطيع كسب ثقة أبنائها.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى