بينها مفاعل ديمونا.. انتشار صور غير مسبوقة لـ"مواقع حساسة" في إسرائيل

> تل ابيب«الأيام» ترجمات:

> في خطوة غير مسبوقة، نشرت شركة خرائط متخصّصة صورًا عالية الدقّة لأكثر المواقع سريّة في إسرائيل، حيث بات بالإمكان رؤية المنشآت الحسّاسة بدقة استثنائية.
ووفقًا لصحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، فإنه منذ 26 أكتوبر الحالي، بات بإمكان أي شخص مشاهدة المنشأة النووية في ديمونا بدقة استثنائية، وكذلك مكان رسو الغواصات الإسرائيلية ومنشآت سرية أخرى.

وذكرت الصحيفة أن التحديث الجديد الذي أجرته شركة الخرائط "ماب بوكس" (Mapbox)، لصور الأقمار الصناعية المتعلّقة بإسرائيل، أدى لرفع دقّة الصور من 2 متر لكل بكسل إلى 50 سم لكل بكسل.
وأثار هذا التحديث المخاوف الأمنية في إسرائيل، لكن خبير نظم المعلومات الجغرافية الإسرائيلي هاريل دان قلّل من أهمية ذلك من منطلق أن "هذا التحديث ليس له أهمية فيما يتعلّق بالأمن".

وقال دان: "هذه المعلومات كانت متاحة لأي شخص يحتاجها حقًا، وكان على استعداد لدفع ثمنها. القصة الحقيقية هي أن شركة تكنولوجيا خاصة تعرض أخيرًا معلومات عالية الدقة عن إسرائيل".
واعتبر دان أن الأمر المفاجئ هو أن هذه الصور عالية الدقة اقتضت وقتًا طويلًا لكي ترى النور، في إشارة إلى مرسوم أصدره الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب في يوليو 2020، أتاح للشركات الأميركية التقاط صور عالية الدقة للمواقع في إسرائيل.

وبقراره هذا، ألغى ترمب الحظر المفروض على نشر صور عالية الدقة من إسرائيل، كان قد تضمّنه قانون صادر من الكونجرس عام 1997، بناءً على طلب إسرائيلي، وينصّ على عدم السماح بجمع صور الأقمار الصناعية الملتقطة بدقة عالية لإسرائيل وتوزيعها إلا بتصريح فيدرالي.
ومع ذلك، فإن الشركات التي تقدّم خدمات الخرائط وصور الأقمار الصناعية لم تكن في عجلة من أمرها لتحديث صورها في إسرائيل.

وأدى تحديث "ماك بوكس" إلى كسر الحظر، بينما فضّلت الشركات الأخرى الحفاظ على الوضع الراهن.
وبينما يميل الإسرائيليون إلى التركيز على الجانب الأمني للقضية، يقول دان: إن هذا القرار يسمح برسم خرائط للأماكن التي لم يتمّ تمثيلها بشكل صحيح.

إسرائيل منزعجة من فضح سياساتها
ووفقًا لـ "هآرتس"، فإن "المؤسسة الأمنية في إسرائيل ليست منزعجة من وصول هذه الخرائط للعدو، بل من تحسين قدرات المدنيين والصحفيين والجهات المستقلّة على جمع معلومات مفتوحة المصدر حول سياستها في الأراضي الفلسطينية أو النقب".

وقال إريك تولير، رئيس الأبحاث في "بيلينج كات" (Bellingcat)، وهو موقع إلكتروني للصحافة الاستقصائية مقرّه في هولندا ومتخصّص في مصادر الذكاء الاصطناعي المفتوحة: إن "صور الأقمار الصناعية عالية الدقة ضرورية لتحليل الصور ومقاطع الفيديو والتحقق منها، لا سيما في مناطق الحرب التي تشهد انتهاكات لحقوق الإنسان".

في يونيو الماضي، قال تولير للصحيفة: "من السخف أن ترفض جوجل، وحتى محركات بحث بينج وياندكس، تقديم صور أقمار صناعية عالية الجودة لواحدة من أكثر المناطق كثافة سكانية على وجه الأرض، وتتعرّض للضربات الجوية الإسرائيلية بشكل منتظم".

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى