نافذة باتجاهين يصعب التحكم بها..

> نتابع ونشاهد كل يوم القنوات التلفزيونية التي تفرض علينا إطارا معينا من الثقافات التي تتلألأ أمامنا ببريق ألوان الشاشة الفضية، وحُبنا للمُمثلين، وكل له انطباعه ورؤيته، وكذلك لبعض البرامج التلفزيونية المتنوعة، التي لها مذيعون، كلٌ له أسلوبه بجذب المشاهد لمتابعة برنامجه، ولكننا، من خلال هذه البرامج والمسلسلات، وقبلها حلقات الأطفال وبرامج الكرتون، التي جميعها توجه متابعها لأن تترسخ بعقله ثقافة معينة طالما أنه أدمن على متابعتها دون غيرها، التي ربما تؤدي به لفقدان ثقافته العامة، وبدورها تقلل من أخلاقه في جوانب معينة، ومنهم من يجمدها أو يجعلها متشددة لا تقبل الرأي الآخر.

فهنا نحن، ومن خلال ما نتابعه بهذه الأيام بالقرن الحادي والعشرين، كثير من التوجيهات الصريحة والواضحة التي تدخل لعقولنا نحن الآباء، فما بالك بأولادنا الذين لا يعرفون الشاشة الكبيرة، وسيطرت عليهم شاشة صغيرة تتنقل معهم بكل مكان دون معرفتنا نحن الآباء عما يتابعونه ويشاهدونه، والذي نعرفه فقط هو أن يبلغنا أولادنا أن رصيد الواي فاي انتهى، وعلينا أن ندفع الاشتراك لتجديده أو تجد أحد الأبناء يريد مبلغا من المال مصروفا، ليس لأنه يريد شراء شيء من البقالة ليأكله، كما نسميها "تسالي بعد العصر"، بل لإضافة رصيد نت لجواله.

هل حان الوقت لأن نعدل من أخلاق أولادنا الذين تجدهم أمامنا وأمام الجيران ملائكة بكل شيء، ولهم أخلاق وأسلوب حديث متميز، ولكن غير ذلك لا نعلم ما طبيعتهم الحقيقية؛ لأننا لا نعلم مع من يسيرون، وما أخلاقهم وأنشطتهم التي يمارسونها بعضهم مع بعض. علينا متابعة أولادنا ومعرفة حقيقة أخلاقهم من خلال مظهرهم الخارجي، والكلمات التي تخرج في أثناء حديثهم وانفعالاتهم وكذلك الوقت الذي يبتعدون به عنا نحن الآباء ليبقوا بعيدين عن المراقبة.

فاليوم سيزعل أبناءنا من متابعتنا لهم وتقييد حركتهم وحريتهم، لكنهم غدا هم من سيفعلون ذلك وأكثر لأولادهم عندما يصبحون آباء، ونكون قد كسبنا الأجر بهم، ونؤكد أن الأمم الأخلاق، التي لن تبنى دولتنا وتحمي وطننا سواها، التي تعتبر المفتاح والطريق لكل شيء جميل نحلم به.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى