​صنعاء تصعد عسكريا ردا على ضغوط دولية تقودها أمريكا

> "الأيام" غرفة الأخبار:

> صعدت جماعة الحوثي من عملياتها العسكرية في عدد من الجبهات المشتعلة بمناطق القتال ضد القوات الحكومة، وأسندت الجماعة تصعيدها المحلي بهجمات صاروخية طالت أهدافا في الأراضي السعودية.
ويهدف الحوثيون من هذا التصعيد العسكري الكبير، وفقا لمراقبين، إلى الرد على الضغوط الدولية التي تضمنت إدانة مجلس الأمن الدولي لاقتحامهم مبنى السفارة الأميركية في صنعاء، واحتجاز عدد من العاملين فيه، والتحول في الموقف الأميركي الذي جاء على شكل بيانات إدانة وحزمة من القرارات بضم عدد من قادة الجماعة إلى القوائم السوداء.

ويأتي التصعيد الحوثي في أعقاب تحول مفاجئ ولافت في خارطة العمليات العسكرية على الأرض، وخصوصا في الساحل الغربي، حيث تمكنت القوات المشتركة من شن هجمات مباغته أسفرت عن تحرير مناطق شاسعة في شرق الحديدة وغرب تعز بإسناد جوي من التحالف العربي لدعم الشرعية بقيادة السعودية.

وقال الباحث السياسي سعيد بكران إن التصعيد "إشارة إلى حالة ارتباك تعيشها الجماعة منذ حصلت عملية إعادة ترتيب تموضعات القوات المشتركة وقوات التحالف"، لافتا إلى أن استهداف منشآت أرامكو، وهي أحد أهم مصادر الطاقة العالمية في هذا التوقيت الصعب الذي تمر به الأسواق العالمية وارتفاع مستويات أسعار الطاقة "يعطي صورة واضحة عن العقلية الابتزازية والعدوانية التي تدير بها الجماعة الإيرانية الصراع في اليمن ومع الإقليم والعالم".

وعن قراءته للتحول اللافت في المواقف الأميركية والدولية تجاه الحوثيين، أضاف بكران "تبدو الاستدارة التي نفذها التحالف على المستوى السياسي والعسكري محرجة للمجتمع الدولي، وتذهب به نحو معاينة حقيقة الجماعة كما هي دون تضليل اللوبيات الضاغطة المؤيدة لها، ولهذا بات المجتمع الدولي اليوم معنيا أكثر بالتعاطي المختلف والصارم، ليس من أجل الاستقرار في اليمن والإقليم فقط، وإنما لتحمل مسؤوليته في حماية المصالح الدولية التي لم تعد الجماعة مكترثة بمراعاتها".

وعن العلاقة بين التصعيد الحوثي والتطورات الميدانية المتسارعة في الساحل الغربي، قال: "هذه هي النقطة الأهم في مشهد الارتباك الذي تعيشه الجماعة والتحركات العسكرية السريعة والمباغتة للقوات المشتركة دفعت الجماعة نحو المزيد من التصعيد الذي يضر بإمدادات الطاقة ويفاقم أزمة ارتفاع أسعارها".

الباحث العسكري اليمني وضاح العوبلي اعتبر أن التصعيد الحوثي باتجاه السعودية "يأتي ردا على جهودها في إيقاف زحفهم على مأرب بعدد من الطلعات الجوية المؤثرة، والتي أثخنت الحوثيين بالخسائر المختلفة، وكبحت جماح تقدماتهم حول هدفهم الاستراتيجي مأرب – صافر".
وأشار العوبلي إلى أن انهيار الحوثيين في جبهات الساحل تحصيل حاصل للحالة التي أصبحوا فيها، إضافة إلى أن الضربة جاءتهم من حيث لا يتوقعون.

وأضاف "أعتقد أن انهياراتهم ستتلاحق ما لم تصطدم تحركات القوات المشتركة بإجراءات وقرارات دولية أو أممية قد يناور الحوثيون بأكثر من طريقة وتكتيك للوصول إليها، وبما يحقق إعاقة تقدم القوات المشتركة كما جرى في الحديدة، أما بدون ذلك فأعتقد أن قيادة القوات المشتركة لن تجد أي مبررات لإيقاف معركتها، وستستمر حتى تحقيق ما انطلقت لأجله وفق خططها المُعدة لذلك".

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى