مَن يجوعنا أنتم أو هم؟

> حال الناس لا يحتمل اليوم، وأفران الرغيف أغلقت لارتفاع سعر الدقيق، ولأن بيع الرغيف الواحد بأكثر من سعره الحالي (50 ريالاً)، فلا يتوقع أحد رد فعل الناس على ذلك، خصوصاً وحياتهم أخذت منحى كارثياً بالمعنى الحرفي للكلمة.

قلنا إن الغلاء الذي يطحننا اليوم مخطط له، وذلك لأن السلطة تهدر ملايين الدولارات شهرياً لشراء المحروقات من الخارج، وهذه الدولارات يسحبها تجار مرتبطون بالسلطة، وهذا الإهدار يتسبب بشحة الدولار ولا شك، فيرتفع سعره ويتسبب بالغلاء، وكل ذلك لأن من في رأس السلطة تبنوا تخريب مصفاة عدن عمداً، ونفذ ذلك أتباعهم فيها وما زالوا، والناس هنا تعرف ذلك جيداً.

هنا، هل من في رأس السلطة إلى هذا الحد من الإجرام ليجوعوا الشعب ويفقروه؟ أو هل ثمة من هم في الظل ويأمروهم بذلك؟ هذا جائز وهذا جائز أيضاً، لأن من في السلطة شرهو لكنز المال بأي صورة، لكن هل يصل بهم الأمر ليجوعوا الشعب حتى يَثروا هم؟ لأن من يخطط لتجويع شعب بأكمله لا أظنه في عداد المسلمين ولا شك.

وبحكم قربنا من بعض قيادات المصفاة ونقابتها، وفاعلين فيها، في ظل الحديث عن إعادة تشغيلها كما يروج، إلا أن فاعلين ممن ذكرنا يحدثوننا صراحةً عن عدم جدية السلطة في ذلك، وهذا محير وصادم، وقد يتساءل البعض: ما هو موقف ودور الإقليم هنا؟ خصوصاً وحال شعبنا قد بلغ الحضيض فعلاً، ومن مسؤوليات الإقليم (دولياً) رعاية بلادنا.

هذا يشعرني بأن وراء تخريب المصفاة وإفشال مسعى إعادة تشغيلها فاعلين كباراً دولياً، وهؤلاء يتحكمون بسلطاتنا وبالإقليم أيضاً، وهذا ضمن سيناريو كبير لشرقنا الأوسط، والفطن يستوعب ما بين كلمات ووراء هذا القول، لكن ما يثير الغضب هو كيف تقبل السلطة بهذا الواقع المأساوي لشعبنا إذا كانوا أبرياء حقاً منه؟

تشغيل المصفاة لا يحتاج إلى أعجوبة، ولا يحتاج إلى كنوز مكدسة، بل إلى مبلغ زهيد لا يساوي شيئاً من بيع شحنة نفط، لكن السلطة تتمنع، بل تمارس التمييع في إعادة تشغيلها بأساليبها المعروفة للعاملين فيها والمهتمين بها، كل هذا رغم الجهود الحثيثة لعمالها ونقابتها وبعض قياداتها بعمل ما عليهم بمثابرة، ثم أن البنك المركزي وعلاقته أيضاً بتجويعنا في جانب آخر بالطبع، أليس كذلك؟

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى