​حرب اليمن في مباحثات للرئيس الفرنسي خلال جولة مرتقبة إلى الخليج

> "الأيام" غرفة الأخبار:

> لن تكون زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى ثلاث دول خليجية، مطلع شهر ديسمبر الجاري، مجرد جولة لتوطيد علاقات بلاده مع هذه الدول التي تربطها بهم أساسا علاقات استراتيجية قوية، سواء سياسيا أو اقتصاديا أو أمنيا.
وقال بيان مقتضب لقصر الإليزيه، في 26 نوفمبر 2021، إن جولة ماكرون الخليجية ستكون بين يومي 3 و4 ديسمبر المقبل، وستشمل قطر والسعودية والإمارات.

وتوقعت المصادر أن "يطرح الجانب السعودي على بساط البحث مع الجانب الفرنسي حقائق عن ذلك، مثل الدعم الإيراني، من خلال حزب الله، للحوثيين في اليمن بالمال والسلاح والخبراء العسكريين".
وتتناول مناقشات الجانبين المستجدات على صعيد الحرب في اليمن في ضوء رفض مليشيات الحوثي الاستجابة لنداءات السلام، فضلا عن الوضع على الساحتين العراقية والسورية، وتطورات القضية الفلسطينية.

وعلى الصعيد الثنائي، قالت المصادر ذاتها، إنه سيتم التركيز على بندين: يتصل الأول بالتعاون العسكري، والآخر بمجالات الطاقة والاستثمار، مؤكدة استعداد فرنسا لتلبية احتياجات السعودية من الأسلحة والمعدات العسكرية.
ولفتت إلى أن ماكرون يهدف أيضا من خلال جولته الخليجية إلى توقيع عقود ترتد إيجابا على اقتصاد فرنسا، ومن ثم حصد نتائج إيجابية على حملته الانتخابية.

د. محيي الدين محمود الشحيمي، المحاضر في كلية باريس للأعمال والدراسات العليا، في مقال نشره عبر الموقع الإلكتروني لمنصة "أساس ميديا" اللبنانية، أنّ أربعة محاور ستكون لها الأولويّة في هذه الجولة.
وأوضح أن هذه المحاور تتمثل في الحل السريع للأزمة اللبنانية، والشراكة الفرنسية السعودية في مجال الأسلحة والطاقة والتجارة، إضافة لأهمية الشراكة العربية الخليجية الشاملة في كواليس مباحثات فيينا النووية، والحرب في اليمن.

وذكر أنه فيما يتعلق بالقضية اللبنانية ذات الأولوية الفرنسية، سوف يحاول الرئيس الفرنسي التوصل إلى تسوية خلال زياراته لدول الخليج الثلاث.
إلا أن الشحيمي قال إن "ماكرون يعلم أن طلبه تليين الموقف السعودي والخليجي تجاه لبنان مرفوض ومردود، لدرايته أن الباب مغلق ولم يعد ينفع شيئا، فالأزمة أعمق والحالة أكثر حراجة ممّا تبدو عليه".

وأضاف: "لذا سوف ينطلق ماكرون بمشاوراته من مكان أهم، ومن نقطة أعمق لأصل المشكلة، أن يحاول إيجاد تسوية للحفاظ على وجود الدولة اللبنانية".
وتابع: "ما لا يُخفى على أحد أن السعودية باتت تربط ملف لبنان بملف الاعتداءات اليمنية عليها، وهذا ما وضعه السعوديون على الطاولة مع الموفدين الأمريكيين".

وأشار إلى أن السعودية تحاول استخدام ملف لبنان للضغط على الحوثيين، حلفاء حزب الله وإيران، لوقف الاعتداءات عليها.
في السياق ذاته، رأى حسن عبد الله الدعجة، رئيس قسم الإعلام والدراسات الاستراتيجية بجامعة الحسين بن طلال الأردنية، أن "هناك كثير من الملفات التي سيبحثها ماكرون خلال زيارته للسعودية والإمارات وقطر، التي لها علاقة بالوضع الإقليمي بالمنطقة، فهذه الدول أضحى لها دور سياسي كبير في المنطقة، ولها اليد الطولى في كثير من الملفات، سواء بالعراق أم تركيا أم ليبيا أم اليمن أم لبنان".

وأضاف الخبير الدعجة، في حديث لـ "الخليج أونلاين"، أن "من أبرز الملفات التي سيتناولها الملف النووي الإيراني أولوية للغرب، خصوصا بعد إعلان المرشد الأعلى بإيران علي خامنئي، عن جاهزية طهران لإنتاج القنبلة النووية خلال 72 ساعة في حال فشلت المفاوضات في فيينا".
وتابع: "أيضا سيتناول ماكرون خلال زيارته للدول الخليجية الثلاث قضايا تتعلق بتعزيز العلاقات السياسية والعسكرية والأمنية الثنائية".

ولفت إلى أن النقطة الأبرز في هذه الجولة ستكون لها علاقة بالملف اللبناني، فهذه المسألة لم تحل حتى الآن، لذلك سيحاول ماكرون التدخل لإيجاد حل لهذه الأزمة.
وذكر أن الرئيس الفرنسي سيستعرض كذلك الملف اليمني ومحاولات الدول الخليجية لإنهاء الحرب في اليمن مع ضمان سلامة وأمن السعودية، وعدم إثارة جماعة الحوثي لأزمات مستقبلية بالمنطقة.
أما القضية الأخيرة التي ستكون مطروحة على طاولة المباحثات، حسب الخبير الدعجة، فتتمثل بأسعار النفط؛ إذ "سيحاول ماكرون إقناع الدول الخليجية الثلاث بزيادة ضخ النفط حتى تنخفض أسعاره بالأسواق العالمية".

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى