​لا نجاة للعرب إلاّ بالتضامن ووحدة الكلمة

> يبدو أنه كتب على العرب أن تكون الأزمات والمشاكل من نصيبهم ومن صنع أيديهم، وهذا حاصل في بلادنا ولبنان وسوريا والعراق وتونس والسودان.
لا شك أنهم مرضى بـ "السادية" وهو الأمر الذي يجعلهم يستمتعون بتعذيب النفس وتعذيب شعوبهم بالفرقة والتشرذم والاقتتال فيما بين الوطن والشعب الواحد. إنهم يلهثون وراء التبعية نتيجة فقدان الثقة في أنفسهم وفي عروبتهم.

للأسف، أن بعضهم يعتقدون أن الاعتماد على الأجنبي، وليس على الذات وعلى التضامن والأخوة، هو خير ضمان لحمايتهم على شطحات جنون البعض الذي هو الآخر من تدبير الغريب الأجنبي المتربص بمقدراتهم ،يدفعهم إلى تفجير بيتهم من الداخل.
لا يجب أن يعميهم المضي في طريق الخطأ إلى التعاطي عن إدراك الحقيقة، وأن يتيقنوا أن الأجنبي لا يقدم على أي خدمة لوجه الله أو من أجل أحد، وإنما لخدمة مصالحه ومصالحه فحسب، وكذلك مصالح حلفائه وعملائه أو أربابه الذين يسخرون جهدهم لخدمة الأهداف المشتركة للهيمنة والسيطرة.

إنه، لا شك، شيء مؤسف ومحزن أن يأتي تحرك بعضنا في هذا الطريق الخطأ بدافع من الغضب غير المحسوب العواقب دون إدراك صحيح لخطورة التورط في مزيد من هذا الخطأ الذي يقود لضياع الكل، والدخول في داومة من المشاكل التي لا نهاية لها، ليفهم من لا يفهم أن لا نجاة للعرب من الأخطار والتحديات المحدقة بهم إلاّ بالتضامن ووحدة الكلمة.

تخطئ أي دولة إذا اعتقدت أنها بعيدة عن أن تنالها هذه الأخطار. من ناحية أخرى، إن العرب، دولا وشعوبا، سيظلون عرضة للأطماع فرادى وجماعات إذا ظلوا على خلافاتهم وتشرذمهم وصراعاتهم التي لا تخدم سوى المتربصين إقليما ودوليا.
لا يكفي في مواجهة هذا الشعب الاكتفاء بالكلمات الطيبة والابتسامات والأحضان، ولكن الأمر أصبح يحتاج إلى تعاون حقيقي في كل المجالات، يستند إلى الثقة وصفاء النفوس وروابط الأخوة الحقيقية واحترام السيادة والحقوق والواجبات.

يجب أن تخرج كل دولة عربية من عزلتها التي فرضتها عليها عمليات الدس والتآمر والوقيعة، وأن تدرك أهمية أن تكون عضوا فعالا في كيان عربي قوي في عالم لم يعد فيه مكان سوى للكيانات الكبيرة التي تملك إمكانات صون الحقوق السياسية والاقتصادية والأمنية.
إن العرب، دولا وشعوبا، لا تنقصهم مقومات القوة والدفاع عن حقوقهم ومصالحهم، ولكن الذي أفتقدوه، ويفتقدونه دائما، هو إذكاء الروح الحقيقية للتعاون والتضامن والتوجهات الوطنية، وكذلك التزام كل دولة عربية بأمن واستقرار أي دولة أخرى، وأن تكون عونا لنا في صيانة سيادتها وحماية كيانها ووجودها.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى