افتتاح أعمال القمة النسوية الرابعة في عدن.. تحديات بلا حلول

> تغطية/ فردوس العلمي :

> مؤسسة وجود: تم تهميش المرأة واستبعادها من كل الأطراف في مفاوضات السلام
تكتل النساء الحزبيات: تخلي قيادات الأحزاب بصورة مخيفة عن كل التزاماتها
مؤسسة فريدريش إيبرت: لا تبنى المجتمعات إلا بشراكة حقيقية مع النساء
أكدت رئيسة مؤسسة وجود للأمن الإنساني مها عوض بأن المبعوث الأممي إلى اليمن الدبلوماسي السويدي هانس جروندبرج رفض المشاركة في هذا الملتقى الهام لنساء اليمن من مختلف التوجهات السياسية واستعراض مختلف الآراء معهن فيما يقابل نساء يمثلن اليمن في الأردن.
وأضافت "بأن هذا الرفض يعني تفريق جهود النساء وتشتيتهن".

جاء ذلك في افتتاح أعمال القمة النسوية الرابعة صباح اليوم الأربعاء التي عقدت أعمالها في القاعة الكبرى بمنتجع كروان بمديرية خور مكسر تحت شعار "قوتنا ... نضالنا... جهودنا " والتي تنظمها مؤسسة وجود للأمن الإنساني بالتعاون مع مؤسسة فريد ريش إبيرت مكتب اليمن وبرعاية محافظ عدن.

وتهدف القمة إلى تعزيز ودعم الحركة النسوية وفاعلية دورها في إطار نهج العمل التشاركي والمتضامن، كما تهدف إلى تطوير استراتيجيات المناصرة والتضامن التي تسهم في بناء حركة نسوية فعالة، وكذا تفعيل الفرص المتاحة أمام النساء وقدراتهن في التأثير بشكل منهجي واستراتيجي لتحقيق رؤية نسوية للسلام، ودعم وجهات النظر وأفكار ورؤى النساء في القضايا المتصلة بعمليات واتفاقيات السلام والمرحلة الانتقالية وتعبر رسالة القمة النسوية الرابعة بأن العمل النسوي المنظم أساس قوة نضال وجهود الحركة النسوية للمضي قدمًا في مجموعة واسعة تعمل معًا وتساند بعضها البعض بشكل أكبر من خلال نهج تضامني وتعاوني وتكاملي لتحقيق أهداف وأبعاد أهمية شراكة النساء ودورهن في السلام والأمن.

وأشارت مها في كلمتها "بأن انطلاق القمة النسوية من عدن يأتي تجسيدًا للإرث التاريخي للحركة النسوية، وللوقوف أمام ما مضى وتواصل فيه النساء من بذل جهود تبرهن حقيقية لدورهن الفاعل وعلى نطاق واسع وطنيًا ولدى المجتمع الدولي ومنظومة الأمم المتحدة، بما لديهن في سبيل ذلك العديد من الإسهامات في إطار تفاعلاتها مع قضايا بناء السلام والأمن، والعمل الإنساني وكمدافعات عن حقوق الإنسان وحقوق المرأة".

وقالت "إن هذه الجهود الذي تقدمها النساء عبر أي تشكيل كان فهي ذات مغزى للمعنى الفعلي للمشاركة الهادفة للنساء في أن تصنع الفرص وأن تستخدم الفرص المتاحة من أجل إثبات المكانة التي تستحقها في المواطنة المتساوية كحق أساسي وواجب إلزامي".
وأوضحت أن النساء على الرغم من التهميش الذي تواجهه في مفاوضات السلام والعملية السياسية والاجتماعية والاقتصادية من كل الأطراف واستبعادهن وإقصائهن بشكل تعسفي ومتعمد في التعيينات القيادية المدنية والعسكرية والأمنية كما في تشكيل الحكومة هي سابقة لم تشهد منذ عشرين عامًا.

وعلى الرغم من ذلك اجتهدت النساء من خلال مشاركتهن في الأعمال الإنسانية، وفي برامج أجندة المرأة والسلام والأمن، وفي تأسيس وتنفيذ المبادرات المحلية للسلام، والمبادرات المجتمعية التي تعالج الأوضاع المتردية في المجتمع منها الخدمات الأساسية، وتقترح الحلول للجهات المعنية المحلية والدولية وإعداد المبادرات التي تتبنى رؤى السلام، وتوفير الدعم الفني والمشورة لمحتوى مسار مفاوضات السلام الأول، ولكنها عملت أيضًا بشكل فعال لتقديم المساعدة والتخفيف من أثار الحرب خاصة للفئات الأضعف في المناطق المتضررة والمحاصرة والتفكير في البدائل الأفضل لدرء مخاطر التصعيد والعنف.

ومن جانبها ألقت مديرة برامج مؤسسة فريدريش إبيرت الألمانية كلمة استعرضت نبذة عن مؤسسة فريدريش وأنشطتها في اليمن التي بدء عملها رسميًا عام 1999 في أكثر من 100 مكتب في جميع أنحاء العالم مؤكدة أن مؤسسة فريدريش إيبرت الألمانية تؤمن بجهود النساء وأهمية وجودهن في عملية التحول الديمقراطي ومن منطلق العدالة الاجتماعية يأتي هدف هذه القمة النسوية في توحيد جهود النساء من مختلف محافظات الجمهورية ومختلف المكونات السياسية والانتماءات الاجتماعية وإشراكهن في عملية بناء السلام وصنع القرار.

وقالت "تأتي هذه القمة الرابعة بالتزامن مع الإعلان العالمي لحقوق الإنسان منذ 73 عامًا تقريبًا حتى يومنا هذا وبالتزامن أيضًا مع حملة 16 يومًا لمناهضة العنف ضد النساء.
كما أكدت مدير عام الإدارة العامة لتنمية المرأة بعدن اشتياق محمد سعد عبدالله بأن السلطة المحلية مستمرة لدعم كل عمل ما من شأنه رفع وتعزيز دور المرأة في كل المجالات وعلى كافة الأصعدة فهن شريكات رئيسيات في عملية البناء والتنمية".

وقالت "لا تبنى المجتمعات وتزدهر إلا بالشراكة الحقيقية والتعاون الجاد ونحن على ثقة بأن القمة النسوية الرابعة ستنبثق عنها مخرجات وأفكار ووجهات نظري ورؤى مرضية عادلة ومتصلة بعملية واتفاقات السلام والمرحلة الانتقالية وعلى المجتمع الدولي أن يأخذ هذه المخرجات بعين الاعتبار وألا تكون مثل سابقاتها تنتهي بانتهاء أعمالها ".

من جهتها أعربت السيدة زهرة سريسلان (محللة برامج، هيئة الأمم المتحدة للمرأة في اليمن) في رسالة صوتية عبر الزوم عن امتنانها بالنيابة عن السيدة دينا زوربا - ممثلة هيئة الأمم المتحدة للمرأة في العراق واليمن - لمنظمي القمة النسوية وأكدت أن هيئة الأمم المتحدة للمرأة ستواصل دعمها وتنسيقها مع أصحاب المصلحة الوطنيين والدوليين لتحسين المشاركة الهادفة للمرأة في العمليات المرتبطة بالسلام والأمن، ومنع النزاعات، وبناء السلام، والعدالة الانتقالية، ومؤسسات صنع القرار.

كما أوضحت أن هيئة الأمم المتحدة للمرأة ستواصل تحديد ومعالجة العوائق التي تحول دون مشاركة المرأة اليمنية الفعالة في منع وحل النزاعات وفي جهود وبرامج بناء السلام.
وأشارت السيدة زهرة ساريسلان إلى أن هيئة الأمم المتحدة للمرأة ستواصل تزويد النساء بالدعم والمساندة للاستعداد للمساهمة الفاعلة في عمليات السلام الرسمية وغير الرسمية والحوارات والمفاوضات التي تحدد مصير أسرهن ومجتمعاتهن.

وأكدت كلمة تكتل النساء الحزبيات المشارك في القمة النسوية الرابعة ألقتها المهندسة وفاء السيد أبو بكر السقاف بأن الأوطان "لا تبني بيد واحدة فقط كما أن السير برجل واحدة لا ينتهي به المرء إلا إلى السقوط وأن استبعاد النساء من تشكيلة حكومة المناصفة هو هروب واضح من تنفيذ مخرجات الحوار الوطني الشامل وكذلك المواثيق والعهود الدولية التي وقعت عليها اليمن والتي تحققت للنساء على مدى سنوات عديدة وطويلة من النضال والتضحيات ".

وأشار تكتل النساء الحزبيات بأن ما حز في أنفسهن هو تخلي قيادات الأحزاب بصورة مخيفة عن كل التزاماتها لبرامجها وأنظمتها الداخلية فيما يخص العمل مع العنصر النسائي وخلق مبررات التي لا يقبلها عقل ولا منطق ومبررات فشلت في إقناعنا نحن النساء الحزبيات أو العالم في الداخل والخارج".
وقالت "لهذا كان إلزام علينا نحن النساء الحزبيات أن نتخذ موقفًا إيجابيًا حازمًا وشجاعًا يخدم بقاء وتطور العمل السياسي إنشادًا للوصول إلى تحقيق الديمقراطية والسير نحو تحقيق الآمن والسلام الدائمين".

كما وجهه تكتل النساء الحزبيات رسالة إلى المنظمات الدولية ومطالبتها بأن تلتزم بما تقره وتوقع عليه وألا تكون بعيدة عما تصدر من قوانين وعهود في أشراك النساء اليمنيات في عملية بناء السلام والتزام أدبي وحقوقي للقرارات المتخذة ".
وطالب تكتل النساء الحزبيات في كلمتها فخامة رئيس الجمهورية عبد ربه منصور هادي بضرورة اتخاذ موقف إيجابي بقرار يدعم النساء.

وفي مداخلة قال بيتر رايس ممثل مكتب المبعوث الأممي إلى اليمن بأن المبعوث جروندبرج مهتم بمشاركة المرأة في عملية بناء السلام ويسعى لأن يكون هناك حضور فاعل للنساء، لأن حضور النساء هو ترجمة للقرارات الأممية، مؤكدًا دعم المبعوث وتقديم الدعم للنساء وهذا يعزز دورنا في دعم السلام.

وناقشت القمة في نسختها الرابعة التي تضم مشاركة واسعة للتشكيلات القائمة والناشئة في اليمن وخارجه من التكتلات والتحالفات والشبكات والمبادرات والمنظمات النسوية وسيطات السلام المحلي والشخصيات السياسية والأكاديمية والاجتماعية من مختلف الانتماءات والأطياف والتنوع الجغرافي خلال خمس جلسات إلى العديد من المداخلات واستمعت إلى العديد من الأسئلة والملاحظات والمداخلات من المشاركين والمشاركات في أعمال القمة التي شملت عددًا من الفعاليات منها استعراض بورتيريهات "نساء ملهمات" ومجسمات المبادئ للقمة النسوية الافتراضية.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى