متاهة المعلومة

> تغوص الناس في هذه البلاد في محيط هائل من المعلومات المضللة، إذ يسود تسويق الوهم في وسائل التواصل الاجتماعي والصحافة ووسائل الإعلام المختلفة، ويتم حشو عقول الناس بمعلومات مبالغ فيها وغير واقعية، وأيضا، يتم التركيز على القضايا الصغيرة وتجنب القضايا الكبرى المتعلقة بضياع الفرص وفشل السياسات وفشل التنمية وضياع الموارد الهائل في الخفاء وأمام الأشهاد، وانتشار كل أشكال الفساد في نواحي حياة المجتمع.

إن تسويق الوهم يحول الناس والعقول إلى بالونات هوائية مسلحة بمعلومات مضللة تفقد التفكير الجمعي للمواطنين محتواه الإنساني الهادف، ويقود لضياع الأدوات المهمة للمطالبة بحقوقها، وخاصة الحق في حياة كريمة، وتحويل نضالها في تحسين ظروف الحياة إلى ظاهره صوتية عديمة الجدوى والتأثير.
وعلينا إدراك أن ذلك عمل منظم، وآثاره مدمره على وعي الناس، سيبرز تأثيره المدمر من خلال التركيز على صغائر الأمور وخسران الأهداف السامية المصيرية الكبرى في مستقبل آمن ومستقر.

إن الحصول على المعلومة حق إنساني أصيل تعتني بتوفيره للسكان كل دول العالم المتحضرة.
وفي بلادنا -حيث تغيب المعلومة التي تعكس واقع الحياة بكافة مناحيها- نجد سيلا من المعلومات غير الموثقة وغير الموثوقة بسبب غياب أو تخلف البنية الأساسية لأجهزه المعلومات الرسمية وانقسامها واستخدام المعلومات كسلاح في الحرب وفي النزاع السياسي المستدام.

أنصح ببناء وعي يقوم على المعلومة الموثوقة والواعية والصادقة وانتهاج الشفافية وسيلة في تناول قضايا الناس التي تهم حاضرهم ومستقبلهم، كما ندعو إلى إعادة بناء المؤسسات الرسمية للمعلومات وإتاحتها للناس؛ لما لذلك من أهمية في حياتهم الخاصة والعامة.
إن غياب المعلومة الرسمية لا يساعد متخذي القرار الاقتصادي وغيرها من القرارات على وضع الخطط والبرامج والسياسات الواقعية لحل مشاكل البلاد المعقدة وبالذات القرارات المتصلة بحياة الناس المعيشية.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى