لأول مرة.. لوحات "نيون" رائعة..

> نبيل غالب

> الفن التشكيلي يعتبر نوعًا من أنواع الفنون الجميلة، يعبر فيه الفنان من خلاله عن المواضيع والأحاسيس المختزلة في وجدانه، ويتعرض لها في حياته اليومية، أو تلك التي تدور في محيطه ويترجمها عن طريق رسمه لخطوط الألوان والأشكال التي يمكن أن يعبر فيها عن عمق إحساسه بالواقع، وينفدها باستخدام قلم الرصاص وفرشاة الألوان وغيرها من وسائل الرسم المختلفة.

.. هناك تجسدت الفكرة في معرض "Orphic"- الذي ضم جناحًا عرضت فيه لوحات النيون، وهي لوحات مضيئة رائعة تعرض لأول مرة محليًا في البلاد، إلى جانب الكثير من اللوحات الأخرى التي تنوعت طرق رسمها ومواضيعها، وكانت واحة لعدد من الفنانين والفنانات التشكيليين في "الرسم" الحر، على قاعة "معهد جميل غانم للفنون" بمدينة "عدن"- خلال الفترة 18/16 الجاري- حيث أبدعت مشاعر الحب لموهبتهم لدى المشاركون: أسامة أشرف - سارة وهيب - صفاء أنيس - منار الجفري -في التعبير عن ترجمة عدد من القضايا المعاصرة التي تتسيَّد مشهد حياتنا، بشغف ألوانهم التي توشحت أعمال لوحاتهم الفنية بإتقان يدرك المرء عند مشاهدتها بأهمية الفن المجرد.

في هذا المعرض والذي هو أحد أنشطة مشروع "Regathered" الذي تنفذه مؤسسة "أجين" الثقافية بالشراكة مع معهد "جوتة" الألماني، في إطار الشبكة الثقافية اليمنية- " Cultural Networks Yemen"
(فن – رسم - معارض) - تمكنت هذه الشراكة من خلال فعالياتها هذه رسم أهدفها باتجاه تعزيز الفكر الثقافي وتنمية الوعي الفني لدى المجتمع من خلال عرض عشرات اللوحات المعبرة المترجمة لوقائع وحالات فكرية معاصرة - أحييهم فيها على رقي فكرهم في تبني مثل هكذا فنون.

.. وكعادتها في الإبداع - كان هذا المعرض بتنظيم وإشراف مباشر من مؤسسة عدن "أجين" الثقافية، وهي مؤسسة شبابية تعنى بالجانب الثقافي والتراثي، وتتمركز في محافظة عدن، تعمل على الإسهام في تأصيل الجوانب الثقافية والفنية، وتؤمن أن التغيير الحقيقي لدى المجتمع يبدأ من التغيير الثقافي والفكري، وتنساق في قناعاتها من أن الإنسان لا شيء من دون فكر وثقافة وفن - وأمام مؤسسة اعتبرها رائدة من وجهت نظري لما تقدمه من إبداع في زمن "الحرب"- أتمنى لها الاستمرارية في تألقها على الرغم من شحة الإمكانات.

.. وكم كنت أحب أن أرى الجهات المسؤولة من مختلف صنوف الإبداع، أن يكون لها حضور يدعم مثل هكذا فعاليات ثقافية فنية بحاجة لها المجتمع في مدينة "عدن"- لنفض الغبار عن كاهلها في محاولة استعادة ذاك الوهج الذي انطفئ مع تعرجات الزمن الذي قسا على فنونها التي كانت شاهدة بشموخ تذوقها الثقافي بمختلف ألوانه - ولكن خاب ظني كون الإبداع لا يعنيهم ولا يشبههم في شيء، وبالتالي لا آسف على غيابهم.

.. أحيي تلك الأفكار النيرة التي توسم بها الفنانون والفنانات الشباب المبدعون، وأشد على فرشات ألوانهم نحو مواصلة روائعهم التي أتحفونا بقيمتها الفكرية والثقافية والفنية.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى