لا فرق بين الأولين والآخرين

> كم عرفنا من بشر غابوا عنا ولم يتواجدوا معنا اليوم منهم الطيب الذي أحزننا فراقه ومنهم السيء الذي لا أسف على رحيله، وكم من أشخاص تبادلوا كراسي السلطة وكانت لهم صولات وجولات وكأنه لا يوجد أحد في هذه الدينا غيرهم.
هكذا كان أسلوبهم في زمان هيمنتهم، كانت جيوشهم بجانبهم والخدم والحشم معهم، ويفتكرون أن الدنيا دنياهم لوحدهم ولا أحد يقدر أن يوقف في طريقهم سياسياً ولا عند عبور مواكبهم، خوفاً من هذا الموكب والسرعة الجنونية التي لم يحسبوا حساباً عندها لمن هو في طريقهم.

ذهبت أرواح بريئة كثيرة عند مرور تلك المواكب، تعرضت للدهس لعدم الاكتراث لقيمة الحياة البشرية عندهم وتناسوا في ذلك أن الله يمهل ولا يهمل.

اليوم كذلك هناك مسؤولون في هذه البلاد اتبعوا ما كان عليه أسلافهم، فلا فرق بين الأولين والآخرين، كلهم ظلمة وفاسدون، وكل ينظر إلى مصلحته الخاصة بنفس الأسلوب والطريقة متبعين سياسة الغاب السائدة في هذه البلاد، لا مجال للضعيف عندهم ولا أمان له ولا حماية لحقوقه، وحرية المواطن أصبحت مقيدة ومشروطة عندهم، لم يستفيدوا من الماضي الذي حصل لأسلافهم، ولا عندهم تقدير لوضع المواطن التعيس الذي يعيشه اليوم.

أيها المتكبرون والمتجبرون تذكروا جيداً أن لكل ظالم نهاية وأن المليشيات أو الجيوش من حولكم لن تحميكم إذا كنتم بعيدين عن خدمة الوطن والمواطن وأمنه.
هناك تجارب سابقة حصلت مع غيركم وأنتم تعرفون ذلك، وتعرفون أيضاً أن حكم الظلمة سينتهي بمأساة على رؤوسهم مهما طال أمد حكمهم، ليتكم تغيرون عملكم وتبنون وطنكم وتقبلون بالآخرين دون تمييز بدلاً من تركيزكم على التجييش والتفحيط بالأطقم في الشوارع.

أعرف أنكم ستقولون إن هذا التجييش دفاع عن الجنوب ومن أجل الاستقلال، لكن الأمور واضحة حول ذلك والناس ليس أغبياء كما تتصورون.
ضاع الجنوب في وجودكم من خلال حكومة المناصفة والتبعية للخارج، وتضاءل الحراك الجنوبي وزادت التباينات بين الجنوبين بسببكم.

كم كنا متفائلين بقيام مكون الانتقالي ورفعنا الأعلام الجنوبية ابتهاجاً وتأييداً وتأكيداً لمرحلة جديدة لما نصبو إليه في الحرية والاستقلال بعد نضال طويل وتضحيات جسام، لكن مع الأسف بعد قيام مكون الانتقالي تبددت الآمال وضاعت الهوية والقضية بعد أن كانت بين قوسين أو أدنى لتحقيق أهدافها قبل 2015 وأصبحت بيد الغير، وبالتالي أصبح مصير الجنوب وقضيته مرهونين بالخارج بعد هذا التاريخ، ومع هذا لا يزال الانتقالي مصمماً على المراوغة ودغدغة عواطف الجنوبين، ويوهمنا بأنه سيأتي بالاستقلال للجنوب، لكننا لم نرَ بصيصاً في النفق يعطينا أملاً بالخروج منه.

هذا هو الواقع والصراحة ومن زعل يزعل، المواطن لم يعد لديه متسع من الصبر وأنتم جثمتهم على عدن دون أن تعملوا شيئاً لصالحها رغم وجود الإمكانيات المتوفرة لديكم، ولم تستخدموا علاقاتكم بالشكل الصحيح مع دولة الإمارات العربية المتحدة لإنقاذ سكان عدن من الفقر والجوع ونقص الخدمات، لكن ينطبق عليكم المثل القائل (من حصل العافية دق بها صدره) ولا عليه من الآخرين، وأخيراً نقول لكم إن الأحقاد لا تبني الأوطان والحوار خير وسيلة للاستغرار.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى