ميثاق شرف لأبناء الصبيحة

> لأبناء الصبيحة بامتداد الجغرافيا وعمق التاريخ اليد الطولى في صنع الأحداث في هذه البقعة العزيزة من بلادنا.

هم الرقم الصعب في لحج المحروسة بالله إلى جانب إخوانهم من تبن والحوطة وردفان ويافع والمسيمير وغيرهم، بذلك التجانس الديموغرافي الذي يمد الحياة بديمومة البقاء والاستمرار، في الضراء والسراء.

ففي الشدة؛ وهل هناك من مستجيب لدواعي النفرة والذوذ عن الحياض غير أبناء الأصابح من (ولد أصبح بن عمرو بن الحارث من حمير الأصغر) إلى جانب إخوانهم الآخرين.

يحدثنا التاريخ القريب عن بسالة الصبيحي وتوقه للحرية بأي ثمن، فأبناء الرجاع (نسبة إلى مرجاع العامرة) كانوا أول من أطلق رصاصة للمقاومة والانتفاضة في وجه بريطانيا بعد احتلالها عدن في العام 1839م، وتتولى قبيلة المناصرة ذات القدح المعلى يقودها الشيخ الثائر شاهر، مناطحة الإنجليز الذي لم يتورع عن قصف مناطقهم بالطيران، والشيخ شاهر المنصوري هو الذي يشير إليه القمندان في أغنية مشهورة:

يا اذن شاهر باتصنجها مدافعنا صنج.

وشاهر هو جد شيخ مشايخ الصبيحة عبدالقوي محمد شاهر -رحمه الله- أما والده الشيخ محمد فكان على طريق والده شاهر ثورة على الإنجليز وفقد إحدى يديه وهو يقاتل حين أصيب في قصف جوي، واشتهر بإصابة الأهداف ببندقيته التي يسندها على ما تبقى من يده المقطوعة فلا يخطئ أبدا.

وقد عاش كرمز وطني حتى وفاته، ومثل ذلك يقال عن الشيخ عبدالقوي محمد شاهر الذي فارقنا -مأسوفا عليه- قبيل الحرب الأخيرة بأشهر في وقت كانت الحاجات إليه ماسة.

لا نريد أن نستغرق في تصفح تاريخ رجالات الصبيحة؛ وما أكثرهم، ودورهم الوطني المعمد بالتضحيات والدماء الزكية، دون نسيان الرائدين الكبيرين الشهيدين قحطان محمد الشعبي أول رئيس لدولة الجنوب والدينامو المحرك لحركة القوميين العرب والجبهة القومية فيصل عبداللطيف الشعبي، لكن الملفت في الملاحم البطولية التي اجترحها أبناء الصبيحة في الحرب الأخيرة أنها وحدت هؤلاء الرجال وراء متاريس العزة والشرف دون ضغينة أو تصفية حسابات ضيقة أو ثأرات مقيتة، فأقبلوا غير مدبرين في مواجهة العدو حتى تم دحره و هزيمته، وهو ما كان ينبغي أن يؤسس عليه بصلح دائم يحقن الدم الحرام بسبب الثأر اللعين.

تتعرض اليوم قبائل الصبيحة لإياد خفية وظاهرة تريد زعزعة الاستقرار وتشتيت تطلعات أبناء هذه القبائل وجرها إلى الاحتراب والثأرات وتشجيع السفهاء على خلق الفوضى والاضطراب والإساءة إلى التاريخ المفخرة للصبيحة بأعمال طائشة وصرف الأنظار عن مستقبل واعد ينتظر هذه المنطقة، وإنهاك العصب الفقري للصبيحة بمعارك جانبية والارتهان لقوى لا تريد الخير للصبيحة في مسلسل لا تخفى مقاصده وأهدافه عن اللبيب الفاهم، وهو ما دعا كوكبة من شرفاء المنطقة ومن مختلف قبل وفخائذ الصبيحة للتحرك لوضع ميثاق شرف لكل أبناء الصبيحة مستندا إلى القوانين السارية والاعراف القبلية الأصيلة ومبادئ ديننا الإسلامي الحنيف لتكون أساساً لردع ما يخطط للمنطقة وأبنائها وإعادة اللحمة إلى النسيج الواحد والدم الواحد، واختيار الأكفأ لإدارة هذا التوجه الإنقاذي من كل أبناء الصبيحة دون استثناء، على أن يلبي هذا الميثاق حاجة الصبيحة إلى الاستقرار والطمأنينة والأمن وإفساح المجال أمام التنمية التي حرمت منها المنطقة منذ عقود وردع المخربين والفاسدين وكل من في نفسه مرض تجاه أهله وعشيرته وقبيلته ووطنه.

على أن يتم التوافق على هذا الميثاق من الجميع واختيار الهيئات المنظمة لتنفيذه من الكل وجعل رئاسته تدويرية لكي يشارك الجميع في هذا المسعى الإنقاذي الطيب والذي لن يكون بديلا للدولة الآن أو في المستقبل، بل سيكون عوناً لها، والله من وراء القصد.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى