اليمن وسبع سنوات عجاف

> يمضي في هذا الكون عام بعد عام وعجلة التاريخ تمشي كما هو مقرر لها، والكون كما هو أيضاً لم يتغير رغم تغيير المناخ وتقلبات الطقس وفوضى وعبث البشر وكل شيء في مكانه بميزان كما خلقه الله سبحانه وتعالى.
البشر هم من يتغيرون ويعبثون بهذا الكون عن طريق الحروب والغازات المنبعثة من المصانع وتلك الفيروسات التي يصنعونها في المختبرات، ويتم تسريبها للمتاجرة بأرواح البشرية عن طريق شركات الأدوية العالمية.

يذهب عام ويأتي عام آخر ولا فرق بين السلف والخلف في عدد أيام الشهر أو ساعات اليوم، لكن هناك فرقاً في تلك السنين التي فيها الخير ولم نستحسن استخدامه، وفيها الشر يتطور من صنع البشر.
بالنسبة لنا كيمنيين لم نطعم الراحة على مر التاريخ. كل السنين فيها تعب وحروب وثأرات ولم يهدأ لليمنيين بال في وطنهم، وعيشتهم وحياتهم فيها صراع على طول الوقت.

كنت في موضوعي هذا سأستعرض أحداث 2021 بخيرها وشرها ولكني عندما تمعنت وتفحصت في تاريخ هذه السنة والسنين التي مضت ولم أجد فرقاً بين هذه السنة والسنين التي قبلها، وكلها في الهوى سواء فيها قتال وأحداث مثيرة وأمراض وآلام وأوجاع.
لا داعي لأن أشرح تاريخ وأحداث سنة وأترك السنين التي مضت قبلها طالما أن الأحداث والأوجاع متساوية في ما مضى، لكن حتماً علينا أن نودع 2021 بخيرها وشرها، ونتمنى أن يكون عام 2022 عام السلام ونهاية مأساة اليمن.

حرب اليمن لم يتغير شيء فيها من 2015 حتى نهاية 2021، هناك دمار شامل لكل ما هو جميل في اليمن من قتل وتشريد في كل الاتجاهات.
كل هذه السنين التي مضت تعتبر عجافاً وشؤماً على اليمنيين شمالاً وجنوباً، أحداثها متساوية ومأساوية، إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم.

أهم ما يمكن أن يسجل التاريخ في هذه السنين العجاف، أن دول التحالف لم تصل إلى اليمن من أجل المساعدة والقضاء على مشروع الحوثي ولا من أجل بناء ما دمر في الحرب، وهذا ما اتضح لنا في ما بعد، لم تستطيع دول التحالف أن توقف زحف الحوثي وتمدده على الأرض، ولم تستطع أن تعود الشرعية إلى صنعاء ولا إلى عدن، لم تنقذ الناس من الجوع والخدمات المتردية.

في هذه السنين العجاف وبسبب دول التحالف، تفرق اليمنيون إلى أجزاء مجزأة وكل منهم يتبع جهة في الخارج، فالشماليون في شمال الشمال ويمثلهم الحوثي تبعوا إيران، والجنوبيون في الجنوب إضافة إلى جنوب الشمال تبعوا الإمارات ويمثلهم الانتقالي وطارق.
لم تسلم الأرض اليمنية في عهد دول التحالف من نهب الثروات السمكية والبيولوجية والبترولية، حاميها حراميها.

نودع سنة ونستقبل سنة جديدة ومصير حرب اليمن لا حلول له ولا مخرج منه والعالم يتفرج والأمم المتحدة تعبر عن قلقها وهذه هي مهمتها وأطفال اليمن يموتون من البرد والجوع في المخيمات في صحراء مأرب.
من خلال نظرتنا للأمور حول حرب اليمن الحالية بواقعية في تلك السنين العجاف، اتضح أن القصد هو بقاء اليمن في حروب مستمرة لا نهاية لها، فلتذهب 2021 بآلامها وأوجاعها غير مأسوف عليها، وأهلاً بـ 2022 عام السلام والوئام بإذن الله.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى