شبوة..ما بعد إقالة محافظها الإخواني

> يمكن قراءة التغيرات القادمة في شبوة وغيرها بأن تنفيذ اتفاق الرياض مدخلا لـ "تحديث" استراتيجية الحرب ضد الحوثي، يعضد تلك القراءة تآكل كل جبهات التمكين والحراك المجتمعي الذي شهدته شبوة والهبة الحضرمية التي تستهدف قطع العصب المالي لقوى ظلت تدير مشاريعها بأموال حضرموت وشبوة، ثم العمليات الموجعة الأخيرة التي نفذها التحالف ضد الحوثي.

لا يمكن أن ننظر لشبوة في سياق منفصل، فالثابت أنه طول هذه الحرب ثبت للتحالف أنه لا يمكن هزيمة الطائفية الحوثية بمليشيات إيديولوجية حركية، حتى لو لبست "ثوب الشرعية"، وتمكنت من مكتبها ونيابتها وملشنة جيشها وقواها الأمنية، فالعالم لن يقبل هزيمة تطرف ليحل محله تطرف آخر! وهو ما يفرض تحديث استراتيجية الحرب على الحوثي إن أريد نصرا في هذه الحرب، أو أريد حلا سياسيا، وتحديثها لن يتحقق بإعادة أدوات الاستراتيجية التي فشلت بعد سبع سنوات حرب! فالإخوان مبثوثون ليس كأفراد، فالفرد له حق، بل شبكات أخطبوطية متشابكة في كل الإدارات، بدءا بمكتب الرئيس ونيابته، ثم المفاصل العسكرية والأمنية التي تدير الحرب، وأيضا المفاصل الإدارية الخدماتية، فهذا التشابك يتطلب استراتيجية شفافة تحدد أطرافها وتضع طريقة التعامل مع الأدوات التي فشلت وأفشلت الاستراتيجية الأولى، وتتعامل مع كل أنواع التطرف (حوثي، إرهاب، إخوان) بأنهم مخرجات واحدة، وخطر واحد، وإن اختلف صوت كل منهم.

لا شك أن تغيير المحافظ الإخواني في شبوة خطوة أولية في هذه الاستراتيجية، فشبوة منطقة تماس، لكنها لا تكفي، فالأخونة ليست محافظ أو وزير أو مدير، فلا غبار على فرديتهم، بل شبكة أخطبوطيه تضامنية رأسيا وأفقيا، إداريا ماليا أمنيا وعسكريا، بل وصلت للهيمنة على منظمات المجتمع المدني! هذه الشبكة الأخطبوطية الحركية، ونجاحها ليس في سعتها، بل في أخطبوطيها وتعاضدها وعقلها الذرائعي الشمولي، حركية لا تقبل حتى المواطنة إلا بمقاييس تمكينها والقرب منه وخدمته والتفاني في تنفيذه، وما سواهم يظلون على الهامش في انتظار الهداية الإخوانية، حتى يعاد تأهيلهم أو تأهيل المهتدي إخوانيا من ذرياتهم! فإذا لم يتم تحجيم النفوذ الإخواني الإخطبوطي في منظومة الرئاسة، المتحكم بقرارها، وصولا إلى كل المجالات، فإن الأخونة ستظل تأكل جسد أي مشروع سياسي أو وطني، أما المشروع العسكري ضد الحوثي فلن يتعافى، ولن ينتصر ما دام الإخوان أهل الاستشارة والهيمنة على الحرب، فلا يهمهم هزيمة الحوثي إن لم تكن هزيمته تؤدي لتمكينهم وإقصاء الآخرين وتصفيتهم.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى