​العمامة

> العمامة هي أحد أنواع أغطية الرأس الشهيرة في عدد من الحضارات، وخاصة عند العرب منذ قديم الزمان، وهي قطعة من القماش تلف حول الرأس بطرق مختلفة وبألوان متنوعة وتُزين حسب الطقوس والعادات والتقاليد بإضافات مختلفة كريش الطاووس أو الأحجار الكريمة وغيرها.
العمامة كانت رمز 3×1 أي من لوازم مروءة الرجال، ووسيلة حماية رؤوسهم من البرد وأشعة الشمس والأمطار، وبها يُبرز جمال أزيائهم المحلية، وقد وصفها الفاروق بـ "تيجان العرب"، لكن لماذا تحولت من زيّ إلى رمز للتدين؟

لماذا نربط بين العمامة والتجهم؟ لماذا دخلت دور العبادة؟
كيف تم لَف لقب (أصحاب العمائم) كما تُلف على الرأس ودخلت لتمثل المؤسسات الدينية؟
لمَ تقمصت تلك العمائم على المنابر دور الله لتصدر الأحكام الدينية وتتحكم في مصير وسلوك الإنسان وفق مشيئة إرادتها، وصارت تحاكم من يخالفها وتنزل بهم العقاب الصارم؟
لمَ نرى اليوم تهطل بغزارة من أصحاب العمائم، من على المنابر أمطار اللعن والطعن والشحن الطائفي وإشعال الحروب بالفتاوي الدموية، وسيول التفرقة وصواعق الاضطهاد والبطش تجاه الأقليات الدينية المسالمة؟

كما أن لقب "الملا" قد تداول للتقدير والاحترام وأُطلق على القارئ والمعلم، ولكنه بعدما لبس هذا اللقب عمامة الجهل صار يشار به للتنابز ونحن نسمع الناس وهم يكررون هؤلاء "الملالي" للتقليل من الشأن بعد جرائم "التعصب"، وبث "الكراهية" وإثارة "العنصرية" والشحن "الطائفي" والتحريض "الديني" و التمييز "الجاهلي"، التي شاعت من قِبل الجهلاء المعروفين بالعلم الذين ارتدوا تلك "العمائم"؟
إن العمامة هي انعكاس للتأنّق ومظهر لتطبيق آية الجمال عند الرجال، فالله جميل يحب الجمال، ويكره الأنانية والتعصب، و "الملا" هو رمز للشخص المتعلم المثقف الواعي.
لذلك، فإننا نحلم بمستقبل واعد نشاهد فيه أصحاب العمائم وهم رموز العلم والوقار وأهل السلام والوئام أن يشار إليهم بالفضائل والمكارم، ونرى دورهم الفعال في توطيد مبدأ التسامح والتعايش السلمي في المجتمع وإحلال السلام ودفع الشباب إلى ميادين الخدمة والبناء لا إلى أوكار الحرب والقتال. إن أرض وطننا الغالي عطشى لعرق رجالها لا لدمائهم، ودمتم سالمين.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى