حرب اليمن الخفية.. الاستخبارات على خط المواجهة

> لم تعد الحرب اليمنية منذ فترة طويلة مجرد مواجهة بين جماعة الحوثي ومعارضيه في الشمال والجنوب، فمصالح زعماء المنطقة والعالم وراء كليهما، وهذا ليس سراً، لذلك الأزمة اليمنية أصبحت من أهم الأحداث السياسة في العالم الحديث، لأن إنشاءها واستفزازها تم بشكل مصطنع ومدروس من خلال التدخل الخارجي، بتعويذات حول مزايا القيم الدينية المذهبية والمصالح الاستراتيجية والليبرالية والحاجة إلى تحولات تحت اسم الديموقراطية لصالح الجهات الفاعلة الخارجية والداخلية الفردية، لذلك تحول الصراع اليمني من مستوى نشاط " داخلي –إقليمي" إلى ظاهرة عالمية في مقدمتها النشاط الاستخباراتي.

يعمل مقاتلو الاستخبارات في سرية تامة ، لا تُعرف أسماؤهم ولا الأشخاص ولا العدد ولا تفاصيل العمليات التي ينفذونها في البر والبحر والجو داخل وخارج البلاد ، وعلى ما يبدو ان النشاط الاستخباراتي المكثف للضباط اليمنيين والتحالف العربي بقيادة السعودية قد نجح بامتياز في اختراق الغرف الحوثية المغلقة والدائرة الضيقة للقيادات الحوثية بدليل الضربات العسكرية الجوية الدقيقة لمخازن الأسلحة ومقرات العمليات التابع للحوثيين وتصفية خبراء لبنانيين تابعين لحزب الله وقيادات حوثية عسكرية وسياسية عليا بدايتها كانت من صالح الصماد حتى لغز وفاة ما يسمى بسفير طهران في صنعاء حسن إيرلو.

العمليات الاستخباراتية الأخيرة التي كشف عنها التحالف بالصوت والصورة عن تورط إيران وحزب الله المباشر في حرب اليمن، كانت ضربة موجعة لثالوث الدمار ( الحوثي، إيران، حزب الله)، وستكون بمثابة كابوس لهم في قادم الأيام يزيد من الانقسامات الحادة في رأس هرم القيادات الحوثية وأجهزتها الاستخباراتية والأمنية التابعة لها، وستقودهم في النهاية هذه الانقسامات إلى مواجهات عسكرية فيما بينهم، بسبب فقدان الثقة والشك والخوف من بعضهم البعض.

لا تخفى حقيقة أن استخبارات وقوات عمليات خاصة للتحالف ويمنية وأجنبية تعمل في اليمن، لذلك غالبًا ما يشار إلى حرب اليمن بأنها مختلطة داخلية اقليمية ودولية، ولا يخفى كذلك أن يصبح المخترق "العنصر" الاستخباراتي الذكي اليوم هو الأكثر قيمة من الصاروخ، لأنه يمكن أن يصبح السلاح الرئيسي في حرب لا يراها أحد ويصيب العدو بالهلع والتشتت والفوضى والهزيمة النفسية والعسكرية.

هناك رصد وجمع وتحليل مستمر للبيانات على أساس العمليات الاستخباراتية في اليمن التي تتحول من نظرية ومعلومات إلى ممارسة إما عسكرياً أو إعلامياً، حيث تعمل أجهزة الأمن والاستخبارات اليمنية والتحالف العربي في سياق سياسي وعسكري منظم وبغض النظر عما قد يعتقده الفرد عن التنسيق والإدارة على المستوى المؤسسي والعسكري، فإن أجهزة الاستخبارات اليمنية ودول التحالف تعمل كفريق واحد عن إدراك وقناعة تامة، بأنها تواجه تهديدًا وجودياً مشتركا، كشعوب وأنظمة سياسية واقتصادية واجتماعية وجغرافيًا وثقافة ودين.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى