العالم وطن الجميع

> لقد أصبح العالم اليوم وطنًا واحدًا والجميع يعيشون في قرية كونية صغيرة بفضل ثورة المعلومات والاتصالات وجسور التكنولوجيا وتوسعة شبكة المواصلات التي أزالت الحواجز الزمانية والمكانية بين الأمم والشعوب، فترك أمامنا خيارين.

1 - إما التفاعل والتعاون معًا من أجل بناء حياة سعيدة آمنة ومستقبل واعد أفضل وأجمل عبر ترسيخ مفاهيم التسامح وتطبيق مبادئ التعايش بين فئات البشر على تنوعهم واختلافهم، وترك التعصبات بمختلف أنواعها من أجل النهوض إلى مراقي التقدم وإرساء دعائم وحدة الجنس البشري ورخاء أهل العالم وإفشاء السلام.

2 - أو الاستمرار في الحروب والنزاعات عديمة الجدوى والتحريض واستخدام العنف وتوسيع دائرة الظلم والجدال والنزاع والانحدار إلى مستوى ما دون الحيوانات الضارية ومخالفة جميع المبادئ السماوية، وذلك لخدمة سياسة الجهل والتعصب والإرهاب وتفعيل دور مجموعة تهدف إلى نهب موارد البلدان وسلب الأمن والأمان من بيوت الشعوب الآمنة.

نحن اليوم على أعتاب عصر البلوغ الجماعي، فلا يجوز أن نتبع الأعمال الصبيانية غير اللائقة لقرن الأنوار، ومن المخجل تدنيس الرؤية بمشاهدة منظر اختلاف وتنوع الجماعات البشرية في أعراقها وألوانها ومعتقداتها ولغاتها من زاوية (أنا والغريب)، فالجميع ينحدرون من (نفس واحدة) كما ذكر الله تعالى "يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة" صدق الله العظيم.

نعم لقد خلقنا الله على صورته كما تفضل الرسول الكريم "ابن آدم خلق على صورة الرحمن"، وجعل كل شخص منا مختلفًا ومميزًا عن الآخر كالزهور المختلفة الأشكال والألوان والروائح، فلا يوجد شخصان متشابهان ولا يخفق قلبان ولهما الإيقاع ذاته، لذلك علينا احترام هذا التنوع والاختلاف الذي حبانا به الخالق ونستغله في البناء والازدهار لا في الخلاف والنزاع.

ولا ننسى أهمية الآتي:

أن يكون بيننا شيء مختلف لكي نحب بعضنا.

أن يكون بيننا شيء مشترك لكي نفهم بعضنا البعض.

أن يكون بيننا اختلاف الآراء كي تتضح لنا الصورة.

أن تكون بيننا شخصيات مختلفة وأفكار متنوعة كي نتعلم ونبني يدًا بيد.

أن تكون بيننا ظروف وتحديات مختلفة كي تتنوع تجاربنا وخبراتنا.

أن تكون بيننا عقائد وأديان مختلفة كي نتقبل رؤية نور الحقيقة من أي زجاج أنار.

هذا التنوع والاختلاف تربة خصبة تنمو فيه مختلف أنواع محاصيل الإبداع والنمو والرخاء، فلا يجوز أن نهجرها بالتعصب والكراهية حتى تجف وتصبح صخرة قاسية تمتنع عن احتضان الحياة لبقية الموجودات.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى