"حبيل حنش".. مدرسة تهددها كثافة الطلاب

> «الأيام» تقرير خاص:

>
  • لوقوعها على الحدود بين الشمال والجنوب
  • عدد الطلاب في الفصل الواحد يتجاوز 350 طالبًا..
مظهر اكتظاظ الطلاب في الفصول صور معتادة عليها بشكل يومي في مدرسة أبي بكر الصديق في منطقة حبيل حنش في مديرية المسيمير بمحافظة لحج التي تعد المدرسة الحدودية الوحيدة بين الشمال والجنوب، وقد بنيت في سبعينيات القرن الفارط من قبل الرئيس سالمين، ومنذ تلك السنين الطويلة وهي تعاني المشكلة نفسها، وليست وليدة اللحظة؛ بل معضلة ينهش جسد المنظومة التعليمية أمام صمت مخيف من قبل الجهات المختصة.

يتغير القائمون في رأس هيكل المنظومة التعليمية بمرور الزمن، ولا أحد منهم يمتلك زمام المبادرة في حل هذه المشكلة. حتى بات الأمر يبدو وكأنه جزء طبيعي من سير العملية التعليمية في مدرسة أبي بكر الصديق. تلك المدرسة التي تشهد كثافة طلابية من عدد من المديريات منها ماوية في تعز والمسيمير بلحج،
وما يزيد من تعقيدات هذه المشكلة هو نقص الوسائل الأساسية الهامة لسير منظومة التعليم، ويلاحظ جليًا مقدار تضخم الكثافة الطلابية في منحى تصاعدي في مرحلتي التعليم الأساسي والثانوي، وبالتحديد الفصول الأولية؛ لا سيما حين تفتقر المدرسة إلى عدد المقاعد الكافي لا كتناف الطلبة واحتضانهم في بيئة دراسية طبيعية.

الآثار السلبية للمشكلة
ولمشكلة ازدحام الفصول الدراسية آثار جانبية سلبية عديدة تضعف نتاج التحصيل العلمي وتتجاوز ذلك لتصل إلى صحة الطلبة وتعرضهم للعدوى، وتشكل ضغوطات كبيرة وعصية على الكادر التربوي المتخصص، ليصل عدد الطلبة في الفصل الواحد إلى أكثر من355 طالبًا أو طالبة ويتفاقم الأمر في بعض الفصول إلى أرقام أكبر بنسب متفاوتة. مما يساهم بشكل كبير في تعطيل سير المنظومة التعليمية بين أوساط الطلبة، ولا يسمح بتوفير مناخ دراسي مناسب لتلقي الدروس وذلك ينعكس بصورة سلبية على أداء المعلمين والطلاب.

تساؤل منطقي في ظل ازدحام الفصول
كل ما سبق ذكره يجعلنا أمام تساؤل منطقي.. كيف بالإمكان تطوير المنظومة التعليمية أمام مثل هذه المظاهر المتكررة في هذه المدرسة وفي ظل ازدحام الفصول الشديد مع انعدام المقاعد الكافية للطلبة؟ وما يزيد التساؤل هو كيف تستمر هذه المشكلة في ظل التحسينات والترميمات التي شهدتها عموم مدارس لحج في السنين الأخيرة؟ ألم يكن الأحرى بالقائمين بتلك الأعمال النظر لمشكلة ازدحام الفصول بجدية أكبر ومعالجتها بدلًا عن الاهتمام بالشكليات التي لا تفيد سير العملية التعليمية بأي شيء يذكر؟ ولا تفيد الطلبة الذين يضطرون للدراسة في ظل ظروف صعبة لا يمكن أن يكون فيها الطالب بكل وعيه وتركيزه الذهني.

استنكار أولياء الأمور
استنكر العديد من أولياء الأمور في منطقة حبيل حنش الازدحام الخانق الذي يعصف بمدرسة أبي بكر الصديق، حيث اضطر بعضهم إلى تحمل أعباء مضاعفة نتيجة إرسال أولادهم إلى المدارس الخاصة التي يكون عدد الطلبة فيها قليل جدًا مقارنة بالمدارس الحكومية بغرض أخذ كل الفائدة من العملية التعليمية لأولادهم فيما لم يستطع آخرون من تحمل أعباء المدارس الخاصة، ولأنهم يريدون لأبنائهم جودة تعليم عالية لم تحقق لهم بين زحمة الفصول، لجأ بعض أولياء الأمور إلى تدريس أولادهم في المنازل في تجربة يقولون أنها تعزز من جودة التلقي لديهم أكثر من نظيرتها في مدرسة أبي بكر الصديق.

اقترح الناشط مختار القاضي أحد أبناء المنطقة أن يتم توسعة المدرسة، وإضافة مبانٍ جديدة في المدرسة التي أصبح أمر إضافة مبانٍ جديدة فيها يعد ضرورة ملحة تستدعي الوقوف بمسؤولية أمام ما يعانيه الطلبة.
وعن كيفية تحقيق ذلك قال: علي مدير المدرسة أن يتواصل مع أهالي الخير والتجار إن لم يجد جهاتٍ حكومية تتكفل بحل هذه المشكلة وهو ما يحتاج إلى دراسة شاملة وإعداد كشف بالمبالغ لتلك المدرسة التي تحتاج إلى بناء فصول وتحتاج إلى كراسي وسبورات وغيرها.
وتابع: إن لم تقم وزارة التربية والتعليم بدورها فيجب على الأخ مدير المدرسة أما تخفيض عدد الطلبة أو الاعتماد على جهودهم الذاتية للتخفيف من تداعيات المشكلة كون مستقبل البلاد مرهون بأولادنا، والذين يتوقف مستقبلهم على التنشئة المبكرة في المراحل الإعدادية والأساسية وصولًا للثانوية.

أسباب تصعب الفهم على الطلبة أكثر من مشكلة الازدحام
ويتطرق مختار إلى الخلل في المنظومة التعليمية ككل ويقول: إذا بحثنا في جذور الخلل الذي أصاب المنظومة التعليمية في منطقة حبيل حنش سنجد أن الكثير من المعلمين ينظرون إلى الطالب ككائن سلبي يتلقى المعرفة، بينما الأحرى بهم تغيير نظرتهم تجاه الطلبة واعتبارهم كائن إيجابي نشط.
والسبب الآخر يكمن في المناهج التعليمية الحالية الجامدة الخالية من التغيير المستمر، ولا تهتم بتنمية التفكير وتعليم المهارات المختلفة بسبب الحشو الكثيف الموجود في المنهج التعليمي حتى في ظل الظروف الطبيعية؛ ناهيك عن الظروف الصعبة في الوقت الراهن التي تشهد فيها الفصول ازدحام الطلبة.

ويتابع: لابد من إعادة النظر في كثير من الأمور بجانب مشكلة الازدحام في الفصول فكما أسلفت لا يكفي الاعتماد على المقررات الدراسية وحدها، ويجب إعادة النظر في المناهج الدراسية وتعديلها وتنقيحها والقيام بتطويرها وعدم تغافل التشجيع على التدريب على مهارات التفكير واختصار المقررات الدراسية المختلفة.
أضف إلى ذلك ضرورة اقتران التدريب العملي مع الدراسة النظرية فاعتماد المناهج على موضوعات نظرية عن التفكير العلمي والنقدي والابتكار لا يعني بأي حال من الأحوال تنمية مهارات التفكير بصورة تلقائية أو عرضية.
كل هذا مهم جدًا بجانب إنهاء مشكلة ازدحام الفصول الدراسية إذا أردنا حقًا النهوض في المنظومة التعليمية في محافظة لحج ككل.

مشكلة تزعج طاقم التدريس
مدير مدرسة أبي بكر الصديق عبد سعيد المقرعي تحدث عن الآثار السلبية التي تترتب على ازدحام الفصول، وكشف عن الشكاوى التي توجه إليه دومًا من طاقم التدريس بسبب الازدحام وعدم قدرة المعلمين على ضبط الحصة الدراسية في كثير من الأحيان.
وهو ما أكده المعلمون في حديثهم عن المصاعب التي تقف أمامهم في عملية ضبط الطلبة داخل الصف الدراسي، وأثناء شرح الدرس، وكيف أن الطلبة ليس بمقدورهم أخذ حصتهم الكافية من المشاركة والتفاعل أثناء الدرس.

زحمة الصفوف تخنق روح العلم.
الطلاب من جهتهم في مدرسة أبي بكر الصديق تحدثوا عن أثر هذه المشكلة على قدراتهم في استيعاب الدروس وفهمها.

قال الطالب تميم فهمي الفتاحي طالب في السنة الرابعة أساسي غالبًا لا استطيع فهم الدروس بسبب الأحاديث الجانبية والإزعاج، وأحيانًا في الصيف اضطر للهروب من الحصة بسبب الزحام ونتيجة لهذا الازدحام في الفصل مما يجعلني في مواقف صعبة مع إدارة المدرسة وعقابي في بعض الأحيان وهو أمر لا ذنب لي فيه على الإطلاق كوني أعشق الدراسة، ولكن للأسف لم أجد ما أرغب به.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى