> «الأيام» غرفة الأخبار
قالت د. ماريا فان كيركوف، خبيرة علم الأوبئة والمسؤولة التقنية في منظمة الصحة العالمية عن مكافحة كورونا، اليوم، إن متحور أوميكرون، وهو المتغير الأحدث المُصنف تحت "مثير للقلق" الذي تتبعه منظمة الصحة العالمية، ينتشر على نطاق واسع بكل بلدان العالم.
وأشارت إلى أنه تم اكتشاف انتشار المتحور الجديد في كافة المناطق التي يتوافر فيها نظم رصد جيد لتسلسل طفرات فيروس سارس-كوف-2، وأن البيانات تفيد أن هناك زيادة حادة للغاية في عدد الحالات.
وأضافت الخبيرة الأممية أنه وفقًا لآخر تحديث لمنظمة الصحة العالمية، تم الإبلاغ عن ما يقرب من 10 ملايين حالة في الأيام السبعة الماضية.
وأفادت إن المعلومات حتى الآن توضح أن خطر الإصابة بحالة مرضية شديدة بسبب عدوى متحور أوميكرون، هي أقل حدة من متغير دلتا، لكن العدد الهائل من حالات الإصابة بالعدوى التي تحدث حول العالم تصيب بالذهول حقًا.
وأضافت: "من المهم حقًا في الوقت الحالي تقليل التعرض لنتمكن من تقليل عدد الحالات بالعدوى إلى الحد الأدنى، فلا يصل الأمر، بسبب زيادة معدلات الإصابة، إلى إحداث تأثير ضار على نظام الرعاية الصحية، بالإضافة إلى القطاعات الأخرى".
وأشارت إلى أنه تم اكتشاف انتشار المتحور الجديد في كافة المناطق التي يتوافر فيها نظم رصد جيد لتسلسل طفرات فيروس سارس-كوف-2، وأن البيانات تفيد أن هناك زيادة حادة للغاية في عدد الحالات.
وتقدر منظمة الصحة العالمية أن حصيلة الوباء يمكن أن تكون أعلى بمرتين إلى ثلاث من تلك المسجلة رسميا.
وشرحت كيركوف أن هناك عدد من الأسباب وراء تلك الزيادة الحادة، من بينها أن الطفرات التي يحتوي عليها متحور أوميكرون أكثر قدرة على الالتصاق بالخلايا البشرية بسهولة أكبر.
أما ثاني الأسباب فهو ما يسمى "الهروب المناعي"، الذي يعني أنه يمكن تعرض الأشخاص للعدوى مجددًا، والسبب الثالث هو أن عدوى متحور أوميكرون تصيب وتستنسخ في الجهاز التنفسي العلوي، وهو مختلف عن متحور دلتا والمتغيرات الأخرى، وصولًا إلى التسلسل الأصلي للفيروس، الذي يصيب ويتكاثر في الجهاز التنفسي السفلي بالرئتين، وبالتالي، سمح هذا المزيج من العوامل لأحدث متغيرات فيروس سارس-كوف-2 بالانتشار بسهولة أكبر.
وأوضحت أنه حتى مع انخفاض مخاطر الحاجة إلى دخول المستشفيات لتلقي العلاج، فإنه لا يزال هناك أعداد كبيرة تحتاج إلى رعاية إكلينيكية، والذين تم نقلهم إلى المستشفيات، وأن هذا من شأنه أن يثقل كاهل نظام الرعاية الصحية.
وشددت على أن هناك خطوتين يجب الالتزام بهما بشكل حاسم، أولاهما الحصول على جرعة اللقاح عندما يحين الدور أو يكون متاحًا، شارحة أن "اللقاحات تقدم حماية بشكل لا يصدق من خطر الإصابة بحالة مرضية شديدة أو الوفاة، بما يشمل متغيرات الفيروس سواء أوميكرون أو دلتا، وهما المتغيران الشائع انتشارهما حاليًا. ويجب التأكد حقًا من حصول الفئات الأكثر ضعفًا على اللقاح في جميع البلدان".
وأضافت أنه "يجب التأكد من أن هناك أنظمة جيدة مطبقة للكشف والتشخيص، لذا، تساعد أنظمة إجراء الاختبارات والتحاليل الجيدة أي مصاب على الوصول إلى مسارات الرعاية السريرية المناسبة ليتمكن من تلقي الرعاية التي يحتاج إليها".
وقالت كيركوف إن كل شخص لديه مسؤولية أيضًا للحفاظ على سلامته الشخصية وسلامة الآخرين، ومن ثم يجب الالتزام بالإجراءات الاحترازية التي تهدف إلى الحفاظ على السلامة، وعلى رأسها ارتداء كمامات واقية مناسبة، والحفاظ على التباعد الجسدي، وتجنب التجمعات الكبيرة، مشيرة إلى أنه إذا كان بالإمكان تأجيل بعض تلك التجمعات، فيجب المبادرة بفعل ذلك.