الأمن القومي ووحدة الصف الداخلي

> لا أحد يشك بأن حجم الضغوطات على منطقتنا زاد كثيرا خاصة في الآونة الأخيرة وتحديدًا منذ انتفاضة الربيع العربي الذي غير الميازين في الدول العربية وجعلت بعض الدول في حيرة وحسرة، لم تعد تلك الدول كما كانت سابقا، و(ترعبلت) كل المواقف والخطط والاتجاهات.
وتواجد القواطع البحرية لبعض الدول في البحر الأحمر وباب المندب لغرض حماية الملاحة الدولية في الممرات المائية الهامة مثل (باب المندب) الذي يعتبر أحد أبرز مسارات النفط والتجارة في المنطقة العربية والعالم بأسره.

جعل الكثير من الدول الأوروبية وأمريكا الحفاظ على أمن ذلك الممر الهام لناقلات نفط الخليج متوجهة نحو أوربا عبر قناة السويس، ولعل الصراع بين الدول على موقع بلادنا الاستراتيجي الهام وخاصة مضيق باب المندب الذي يربط ببحر العرب والبحر الأحمر.

ما يؤسفنا أن بلادنا والبعض من الدول العربية المطلة على البحر الأحمر وبحر العرب دومًا في قلب الأحداث، وكانت هذه المنطقة من العالم منذ فترة طويلة واقعة تحت تأثيرات تجاذب النفوذ الدولي بحكم الموقع، ومع تفجر الثروة النفطية وزرع الكيان الصهيوني في قلب المنطقة، وبالتأكيد فإن حجم الضغوطات الدولية على الشعوب العربية أكبر من حجمها، وهي خطر في ظل حالة التشرذم والتفكك العربي، وأحيانا التضارب وطغيان التناقضات على التناقض الرئيسي الذي يتمثل بمواجهة الاستحقاقات الكبيرة التي تستهدف الأمن القومي العربي للأقطار العربية مجتمعة ومنفردة.

ليس خافيا أن الكثير منا يتخوف مما ستحمله لنا ولبلادنا الأيام القادمة، لأن بلادنا تعيش في دوامة الحروب منذ رحيل الأجنبي في نهاية الستينيات وقد شهدت تسارعا مرعبا للأحداث وبشكل خاص ما يجري اليوم من انقسامات واختلافات ومماحكات وحرب أيادٍ ودمار يشنها (مدمنو الحروب) المستفيدون من تلك الحروب، ومن العجب أن في هذه المرحلة لا يوجد بلد عربي بعيد عن المهاترات والتوترات بين أبناء البلاد أنفسهم، ولو قرر نظام حكم البراءة من الأمة العربية كما فعل نظام ليبيا السابق أثناء حكم (معمر القذافي) مع أننا لو تمعنا ودققنا فيما قاله القذافي حينذاك فإن بعدها جغرافيا وابتعادها سياسيا لن يبعدها عن دائرة الخطر وأكبر دليل عما يجري اليوم فيها من فوضى وتكديس المرتزقة وتدخل الدول العربية والأجنبية في قضايا أمورها الداخلية، وليكن معلوما لأي نظام عربي (مفتهمن) ستكون نهاية المصير واحد والطامة الكبرى تصيب الجميع بدون استثناء، والمؤكد أن الأمن القومي العربي الشامل هو الضمانة الأساسية والأولى للأمن الوطني للجميع، أما داخل البلدان العربية فإن مسؤولية القوى السياسية والشباب المثقف والشعوب العربية فهو التكاتف والالتفاف على تصليب الجبهة الداخلية وتوحيد الجهود ونبذ المزايدات والترفع عن الأجندة الشخصية والقبلية والمناطقية والإقليمية وغيرها، وتجاوز تصفية الحسابات الضيقة والحزازات للأفراد والمجموعات، لأنه ضرورة قصوى في هذه المرحلة المزرية، حيث لا بديل (أولا) تغليب التناقض الأساسي اليمني على التناقضات بين أبناء الوطن الواحد كاليمن وبقية أقطار الأمة العربية و(ثانيا) تغليب المصلحة القومية والوطنية العليا على أي حسابات داخلية.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى