عودة جيش الجنوب المنظم

> كل الجنوبيين الذين خدموا في الجيش الجنوبي السابق ومازالوا على قيد الحياة وأنا أحدهم، يتذكرون تلك الأيام والفترة التي قضوها ضمن تلك الوحدات العسكرية الجنوبية المميزة.
الجيش الوطني كان قويًا مدربًا تدريبًا عاليًا بكل ما تعنيه الكلمة ويؤمن بالضبط والربط العسكري، وتسود أفراده الثقة التامة في ما بينهم، وكان العالم والإقليم لديهما علم بقوة هذا الجيش وما يتمتع به من مهارات عسكرية وقتالية عالية.

كان هذا الجيش يتداول الحركة في كل مناطق الجنوب الحدودية: العبر وزمخ ومنوخ وحريب وحدود يافع وكرش وباب المندب وخرز وطور الباحة والضالع ومكيراس والجزر الجنوبية وجبل صرفيت وحوف وصحراء المهرة، كل هذه المناطق وغيرها من أرض الوطن الجنوب عرفها كل أفراد الجيش الجنوبي السابق نتيجة لدوران التبادل في ما بينهم في تلك المواقع، وكانت الخطط العسكرية تقتضي التبديل بين الوحدات في وقت محدد بين الحين والآخر دون تأخير حسب الخطة المتبعة لوزارة الدفاع.

كانت تعطى الإجازات لأفراد الجيش بانتظام، لكن في حالة أي طارئ جديد فإن أصحاب تلك الإجازات يعودون بسرعة إلى وحداتهم من أنفسهم ويقطعون إجازاتهم دون استدعائهم من قبل وحداتهم العسكرية.
كان الجيش الجنوبي كله مهيأ للمعركة مهما كان تمركز بعض الوحدات بعيدًا عن المعركة، لكنه جاهز ويعتبر داخل المعركة في أي وقت بعكس ما هو حاصل في الجيش اليمني الذي عرفناه بعد الوحدة.

كان تقرير الموقف بما يحدث كل أربع وعشرين ساعة يأتي من كل الوحدات العسكرية إلى وزارة الدفاع بكل صغيرة وكبيرة، ويعمم بعد ذلك على كل عمليات الوحدات المرابطة في مواقعها ولم تكن هناك حركة لسيارات أو جنود خارج المعسكر بصورة عشوائية كما هو حاصل اليوم في أغلب المعسكرات.
كانت لكل وحدة عسكرية سيارة واحدة تسمى سيارة الواجب هي الوحيدة المسموح لها بالخروج في وقت محدد وعودتها في وقت محدد أيضاً.

الحقيقة أن قوات العمالقة الجنوبية اليوم تذكرني بأعمال الجيش الجنوبي السابق من حيث السرعة والمباغتة في المعركة رغم أن قوات العمالقة لم تكن بذاك الجيش المنظم الذي يمكن أن نطلق عليه اسم جيش حقيقي، لكنه نفس الأسلوب والروح القتالية التي كان يتمتع بها أفراد القوات المسلحة الجنوبية في السابق عندما تبدأ المعارك وتتقدم القوات في المعركة دون الرجوع إلى الخلف، وهذا ما أثبتته قوات العمالقة اليوم في بيحان.

الجنوب اليوم بحاجة ماسة إلى بناء ذاك الجيش من جديد وعودة الروح الوطنية والعسكرية ضمن أفراده، وبحاجة إلى عودة بعض كوادر الجيش السابق ومنهم المؤهلون للتدريب من أجل بناء جيش متطور.
أعتقد أن الظروف مهيأة لبناء هذا الجيش في الوقت الحاضر، وتحتاج فقط كوادر مدربة ومؤهلة إدارياً وعسكرياً تقوم بالتدريب والتأهيل لبناء هذا الجيش، وأتمنى ذلك على وجه السرعة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى