عبد اللهيان في الخليج بالتزامن مع مأزق الحوثي في اليمن

> منى المنجومي

> ​يبدو أن زيارة وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبد اللهيان، إلى عاصمتين خليجيتين، خلال الساعات الماضية، تحمل في طياتها عديداً من الملفات الساخنة لطرحها على القيادات في كل من الدوحة ومسقط.

وعلى الرغم من أن عبد اللهيان أكد أن زيارته الأولى التي يجريها منذ تعيينه في المنصب في أغسطس الماضي تأتي لتعزيز وترسيخ العلاقات مع دول الجوار، إضافة إلى التطرق لملف المفاوضات بلاده لإحياء الاتفاق النووي، فإن زيارته لمسقط تضمنت لقاءً مع المتحدث باسم جماعة الحوثي، محمد عبد السلام، الذي قال في تغريدة على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر": "في أول لقاء منذ تعيينه مع وزير الخارجية الإيراني أمير عبد اللهيان، ناقشنا خلال اللقاء التصعيد العسكري على اليمن والوضع الإنساني والسياسي والشأن الإقليمي والدولي ومآلاته على المنطقة والإقليم".

بديل إيرلو في اليمن
من جانبه، يرى المحلل السياسي السعودي خالد باطرفي، أن زيارة وزير الخارجية الإيراني لمسقط لها أهمية خاصة من حيث التوقيت، لا سيما أن الزيارة شملت لقاءً مع قيادي حوثي. وقال: "هناك عديد من الأمور التي تتطلب إعادة ترتيب بين الطرفين، لا سيما فيما يتعلق بتعيين سفير جديد لإيران لدى الحوثي، بعد وفاة حسن إيرلو، في ديسمبر الماضي".

ولفت إلى أن الحوثي يسعى من خلال اجتماعه مع عبد اللهيان إلى الحصول على دعم، لا سيما مع تصعيد الذي تشهده الجبهة في كل من مأرب وشبوة. وقال: "من المتوقع أن يكون الهدف الرئيس لزيارة مسقط هو التقاء مسؤولين من الحوثيين الذين باتوا بحاجة إلى الدعم أكثر من أي وقت من هذا العام، مع التقدم الكبير الذي يحصده التحالف العربي والجيش اليمني في الجبهة".

الملف النووي
إلى جانب مناقشة الملف اليمني، الذي يشهد تصاعداً عسكرياً في الأيام الماضية، أشار أمير عبد اللهيان إلى أن لقاءه أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، تطرق إلى ملف مفاوضات الملف النووي و"الحوار الإقليمي".
وقال في تصريحات للقناة الرسمية الإيرانية، "خلال هذه الزيارات في المنطقة، فإن أحد أهدافنا هو إطلاع جيراننا على تقييمنا لمباحثات فيينا. أصدقاؤنا يقدمون أيضاً نصائح يمكن أن تساعدنا على طاولة المفاوضات".

وأضاف: "من الطبيعي أن نُطلع أصدقاءنا في المنطقة على مباحثات فيينا. كجيران، لديهم الحق أن يكونوا على اطلاع على ما يجري في النمسا".
وكانت الخارجية الإيرانية قد أفادت في وقت سابق بأن لقاء الشيخ تميم وعبد اللهيان تخلله بحث "آخر التطورات المتعلقة للمباحثات النووية في فيينا، بشأن رفع العقوبات والمسائل المرتبطة بأفغانستان واليمن، كما تخلل الزيارة لقاء مع رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" إسماعيل هنية.

تحقيق تقدم
وتخوض إيران مع القوى الكبرى مباحثات في فيينا لإحياء الاتفاق بشأن برنامجها النووي المبرم عام 2015. وتشارك الولايات المتحدة التي انسحبت أحادياً من الاتفاق عام 2018، بشكل غير مباشر في المباحثات.
وخلال الأيام الماضية، عكست تصريحات المعنيين بالمفاوضات، تحقيق بعض التقدم، مع تأكيد استمرار وجود تباينات بينهم بشأن قضايا مختلفة.

ورأى المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، سعيد خطيب زادة، أن التقدم "هو نتيجة جهود من كل الأطراف الحاضرين للتوصل إلى اتفاق موثوق ومستقر".
وتهدف المباحثات إلى إعادة الولايات المتحدة إلى الاتفاق ورفع العقوبات التي أعادت فرضها على طهران، في مقابل عودة الأخيرة إلى الالتزام الكامل به. وتراجعت إيران عن جزء كبير من تعهداتها بموجب الاتفاق بعد انسحاب واشنطن.

تعزيز العلاقات
وفي سياق متصل، أكد وزير الخارجية الإيراني في تصريحات صحافية من العاصمة العمانية، التي التقى فيها نظيره بدر الدين بن حمد البوسعيدي، أن طهران ترغب في تعزيز علاقاتها مع دول الخليج، مشدداً على "غياب أي قيود أو استثناءات في بناء علاقات جيدة مع الدول الإقليمية.
وقال: "نأمل تعزيز العلاقات مع الدول الخليجية وتحقيق تقدم في علاقاتنا معها، كما حصل مع جيراننا في الشمال".
وكان العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز قد رحب في وقت سابق باستعادة العلاقة مع إيران، مشترطاً تغيير سلوكها تجاه دول المنطقة. وحثّ في كلمة ألقاها أمام مجلس الشورى السعودي، إيران على تغيير "سلوكها السلبي" في المنطقة، والاتجاه نحو التعاون.

تباين العلاقات
وفي الصدد ذاته، تشهد العلاقات الإيرانية مع دول الخليج تبايناً واضحاً، ففي الوقت الذي ترتبط فيه عمان و قطر بعلاقات قوية مع طهران، إضافة إلى الكويت التي تتمتع بعلاقات جيدة إلى حد ما، وتشهد العلاقات مع الرياض والمنامة وأبوظبي توتراً كبيراً في السنوات الماضية، أدى إلى قطع العلاقات الدبلوماسية، كما تتهم السعودية خصمها الإقليمي إيران بتوفير دعم عسكري للحوثيين، لا سيما في مجال الصواريخ والطائرات المسيّرة التي تستخدم لاستهداف أراضيها، الأمر الذي تنفيه طهران على الرغم من تأكيدها تأييدهم لهم سياسياً، ولكن الناطق باسم الحوثي، أقر لأول مرة في مقابلة تلفزيونية في أغسطس الماضي بدعم طهران المباشر للجماعة في مجال التصنيع العسكري وغيرها من المجالات.

تحسن في العلاقات
وعلى الرغم من التوتر القائم فإن طهران والرياض بدأتا فعلياً جولات حوار العام الماضي في بغداد سعياً لتحسين العلاقات المقطوعة بينهما منذ يناير 2016.
وأجرى الطرفان أربع جولات من الحوار، آخرها في سبتمبر الماضي.

إندبندنت عربية

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى