الوعي الوطني

> الوعي الوطني هو إدراك الإنسان وحفظه وفهمه وقبوله الحقيقة في محيط بيئته الذي يعيش فيه، وهو مفتاح سر الحداثة وأساس البناء والتنمية.

حب الوطن يعني الوعي به وبالمواطنة الحقيقية التي تشكل نقطة البدء الأساسية في تشكيل نظرة الفرد إلى نفسه وإلى شركائه في الوطن.

الوعي الوطني مصدره العقل إنه يحرك أفضل ما في الإنسان من سمات الحكمة والاتزان، ومن عنوانه فإنه ليس وطنياً بحتاً بل هو مبني على قاعدة الإنسانية، ويتضمن الآتي:

• قبول مبدأ الوحدة في ظل التنوع والاختلاف الذي حبانا به الخالق عز وجل، واستغلاله في بناء وتنمية الوطن.

• احترام الكرامة الإنسانية والولاء لحريتها في الاعتقاد، والفكر والرأي.

• عدم المساس بشرف الناس وممتلكاتهم واعتبار كل معتدٍ شر وآفة المجتمع.

• أعظم تجليات هذا الوعي يكمن في حب الخير للآخرين، وتقديم الخدمة لجميع البشر دون أدنى تعصب أو تمييز.

• الإيمان بنبل جوهر الإنسان وعدم الطعن في نيات القلوب لأنها تنبع من عرش الرحمن.

• الإيمان بأن الأحاسيس المتدفقة، التي تميز الإنسان عن أي كائن حي، ووجودها أشبه بالعلاقة الفيزيائية (الثابت والمتغير)، فالأصل هو الفطرة الإنسانية النبيلة والتربية السليمة، والمتغير هو مشاعر الحب أو الكراهية، لذلك فإن الوعي سيجعل محور هذه التربية في الأسرة والمدرسة والمجتمع هو حب الآخرين والتعاطي معهم بروح من التعاون المبني على رغبة صادقة في التعايش والتسامح.

ما نراه اليوم من حروب وصراعات عديمة الجدوى، إنما هي مرتبطة بانحرافات فكرية في اكتساب هذا الوعي سببها الغوص في مستنقع الأنانية وحب الذات وتقديم المصلحة الشخصية على المصلحة العامة، ونتيجتها عدم تحقيق أي نهضة وتقدم ليبقى التخلف سيد الموقف.

إذا كان الوعي يحرك أفضل ما في الإنسان من سمات الإيمان والعقل والحكمة والاتزان، فإن التعصب يستدعي أسوأ ما فيه من نزاعات المكايدة والمشاحنة وخيبة الآمال.

خلاصة القول: إن الوطن هو وطن القلوب، لا التراب والعفن.

والوعي الوطني يوقظ مشاعر الحب ويقوي روح التعايش والتسامح و التحلي بحس المسؤولية ابتداءً من الفرد نفسه ومن ثم الآخرين.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى