المواقف المتضاربة لواشنطن تعزز شوكة الحوثيين

> ​يرى مراقبون أن الأجندة التي أعلنت عنها الخارجية الأميركية لجولة مبعوثها الخاص لا تبدو على قدر تطلعات الإمارات والسعودية اللتين تنتظران من الولايات المتحدة خطوات فعلية وحازمة لكبح الحوثيين وحليفتهم طهران، وليس “رسائل سلام باهتة” تدرك واشنطن نفسها أنها لن تتحقق في غياب ضغط حقيقي على الطرفين.

وسبق وأن كشفت وسائل إعلام أميركية عن تحرك إماراتي للضغط على واشنطن من أجل إعادة إدراج المتمردين اليمنيين ضمن قائمة الحكومة الأميركية للتنظيمات الإرهابية. ومن المرجح أن تطرح أبوظبي هذا الطلب خلال زيارة المبعوث الأميركي المرتقبة، لكن لا يُعرف ما إذا كانت الولايات المتحدة ستستجيب لمطلب الإمارات أم ستكتفي بإدانات غامضة ودعوات “فضفاضة” لاستئناف عملية السلام المتعثرة.

ويشير المراقبون إلى أن إرسال واشنطن لمبعوثها إلى اليمن لا يعدو كونه محاولة من جانبها لتخفيف الحرج المسلط عليها، في ظل انتقادات متصاعدة لطريقة التعاطي الأميركي مع هذا الملف، الأمر الذي استغله المتمردون للتمادي، سواء باستهداف الإمارات وقبلها السعودية، وأيضا بتهديدهم حركة الملاحة الدولية وهو ما تجلى في اختطافهم قبل نحو أسبوعين لسفينة روابي قبالة ميناء الحديدة.

وكانت الولايات المتحدة نددت بهجوم الحوثيين على الإمارات، وتوعدت بـ”محاسبة” المتمردين، وقالت على لسان مستشار الأمن القومي جيك ساليفان في وقت سابق “سنعمل مع الإمارات وشركائنا الدوليين على محاسبتهم”.

ولا يُعرف كيف ستتولى إدارة الرئيس جو بايدن محاسبة الحوثيين، وهي تتحدث اليوم عن إرسال مبعوثها للمنطقة لممارسة ضغوط على جميع الأطراف لوقف التصعيد العسكري، حيث ساوت هنا بين المعتدي والمعتدى عليه.

ويعتقد متابعون أن المبعوث الأميركي سيلقى كلاما حازما من المسؤولين الخليجيين، ومن المرجح أن يطالب هؤلاء واشنطن بلعب دور أكبر لجهة الضغط على الحوثيين وخصوصا على داعمتهم طهران، حيث لا يمكن أن يكون تحركهم الأخير ضد الإمارات تم دون الحصول على ضوء أخضر منها.

ويلفت المتابعون إلى أن على واشنطن إذا أرادت فعلا تحقيق تسوية في اليمن تغيير سياساتها التي ثبت عقمها خلال الأشهر الماضية، وأيضا التعاطي مع التهديدات الإيرانية المختلفة ضمن حزمة واحدة وليس بشكل منفصل كما يجري مع المفاوضات الدائرة حول نووي إيران.

وتقول مصادر إقليمية إنه في حين أن الهجوم لا يشكل تهديدا محددا للأولوية الدبلوماسية الأولى للولايات المتحدة، وهي جهود إحياء اتفاق 2015 النووي مع إيران، فقد عمق شكوك دول الخليج العربية تجاه استعداد طهران لنزع فتيل التوتر الإقليمي.

وأصدرت إيران بيانا صيغ بعناية. وقالت وزارة خارجيتها الثلاثاء في معرض تعليقها على “أحدث التطورات المتعلقة باليمن” إن الهجمات العسكرية ليست حلا للأزمة في المنطقة.

وقال مسؤول إيراني كبير تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته “الهجمات لن تؤثر على المحادثات النووية في فيينا. هاتان قضيتان منفصلتان… ما حدث في الإمارات كان نتيجة للأزمة الدائرة في اليمن”.

وأوضح محللون ومصدر خليجي أن الهجوم يعزز حجة السعوديين والإماراتيين بأن النهج الأميركي تجاه اليمن لم يتمخض سوى عن تقوية شوكة الحوثيين.

العرب

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى