​قليل من التوابل والبهارات يا حكومتنا

> طبيخ الحكومة يحتاج إلى قليل من التوابل والبهارات، لأنه يفتقد إلى المذاق والنكهة، رغم جودة سعراته الحرارية وارتفاع قيمة مكوناته الغذائية. قد يعود ذلك إلى عدم فهم الطهاة لحقيقة ورغبات الزبائن الذين يعنيهم ملء البطون بعيدا عن جوهر ما تحويه المائدة.
الحكومة -وهي تحاول تثبيت وجودها، بالرغم من بعض أعضاءها في الخارج وبعض في الداخل يواصلون اجتماعاتهم اقتداء بالمثل الذي يقول: "أن توقد شمعة خير من أن تلعن الظلام- في حاجة إلى "نيولوك" يظهر حقيقة الجهد الكبير الذي أقوم به، والذي لم تظهر أثاره كاملة في حاجة إلى رتوش تظهره في أحسن الأحوال، بعد أن لاحظ كثير من أعضاء المجلس أن أثاره لم تظهر بعد؛ بسبب تسرع بعض الطهاة الحكوميين والإمكانيات غير متوفرة كاملة؛ نتيجة مواصلة الحرب في الوطن، التي نسفت البنية الأساسية، وبعض الطهاة الحكوميين الذين يؤمنون بالمثل الذي يقول: "كله مرة واحدة"، وأقصد بذلك مجموعة السياسات التي ترسخ مبدأ مشاركة كل فئات المجتمع في تحمل أعباء السياسات، وكلنا نعرف أن مردودها سيكون إيجابيا، ولكن بعد فترة من الوقت.

نعرف أنها تمثل الطريق الوحيد الآمن للتعامل مع التحديات والمشاكل والصعوبات التي تعترض حركة الاقتصاد والتجارة العالمية، ونعرف أن كفالة الحكومة شيء في المرحلة الماضية كان سببا رئيسا في كثير من مشاكلنا. الناس كلهم يعرفون ذلك تماما، مثلما تعرف الحكومة وربما أكثر. وهنا تأتي أهمية التوابل والبهارات و "والنيولوك" الذي يجب أن ينسجم مع حقيقة معاناة الناس وفقدان قدرتهم على تحمل أي أعباء جديدة تحت أي مسمى. كمائن الرادار في عام الانتخابات التي افتقدت في بلادنا منذ جاءت الهوشلية السابقة واللاحقة.

لذا فأننا نطالب بأنه يجب أن تحذر الحكومة من السرعة الزائدة على طريق الإصلاح الاقتصادي الذي يتم في بلد يؤمن غالبيته بالمثل القائل: "عيشني اليوم وموتني بكرة" قلبي مع هذا الشعب الصابر على الصبر وهو يواجه الفتن والمحن والحروب والفوضى منذ أكثر من خمسين عاما.
الذين ينتظرون وجبة دسمة من الحكومة الحالية أو القادمة ويأكلون كل أنواع الخمير صباحا والروتي الميني في الظهر والمساء مع الفاصوليا وفنجان الشاي بدون حليب، وكل هذه المصائب التي حلّت في بلادنا من صنع أيادينا، كما نتساءل عمن صنع هذه المناخات الرديئة التي أفرزت من الناس في بلادنا (أسوأ) ما فيهم؟ ولمصلحة من هذه الانقسامات والاختلافات؟

هل انتصر على الفساد وعلى إصلاح البلاد والوظيفة العامة والإدارة العامة للدولة؟ هل أنتصر اليمنيون على اليمنيين؟ إنها بالطبع أمثلة سخيفة، لكن الأكثر سخفا منها هذا العبث الذي يجري ويسند إلى فاعل مجهول أو إلى عناوين لا نعرفها أو إلى "أشباح" يتصورون أنهم "يدافعون" عن الوطن ويريدون أن يصبحوا "أبطالا" في معركة بائسة، الخاسر الأكبر فيها هو الوطن كل الوطن.
يشهد الله أنني أشعر بغصة كبيرة في قلبي وأنا أتابع ما يحدث في بلادنا، فلم أكن أتصور أن ما بنيناه على مدى العقود الماضية من إنجازات سيأتي من بيننا من يهدمه في ساعات، ولم أكن أتصور في عصر المليشيات الذي لم تعرفه بلادنا سيطرق بابنا بمثل هذه السرعة. إنا لله وإنا إليه راجعون.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى