في أحد الأيام دخل متشرد إلى مدينة وطرق باب أحد البيوت فيها، فلما فتحت ربة المنزل الباب قال لها: أعتذر يا سيدتي، لكن هل من الممكن أن تخيطي لي زر المعطف هذا؟
دخل المتشرد المنزل وأعطى الزر للمرأة، ولكنها استغربت، فضيفها لا يرتدي أي معطف، فقالت له: ولكن أين معطفك؟
ابتسمت ربة المنزل وناولته معطفاً مناسباً بعد أن قدمت له الطعام، وفكرت في مغزى هذه الحكاية.
هل يا ترى أننا نحمل لهم هذا الزر على الأقل لنثبت أننا نود ونريد ومستعدون ولدينا العطش والرغبة والحب لامتلاك هذا المعطف الغالي؟
أو دعوني أطرح نفس السؤال بصورة أخرى: من منا يحمل عند اللقاء هذا الزر على الأقل لإثبات الرغبة الصادقة والاستعداد والعطش لتلقي واستقبال الحب واكتساب الكمال، أو بمعنى آخر امتلاك هذا المعطف الدافئ؟
قالت: نعم سيدي، ولكن لما أنت واقف خارج الباب؟ تفضل بالدخول.
قال المتشرد: آه، لكن ليس لدي سوى هذا الزر، فقلت ربما تتكرمين عليّ وتخيطين لي معطفاً لتضعين عليه هذا الزر.
نحن نطرق مختلف الأبواب يومياً بشتى الطرق ولمختلف الأسباب، ابتداءً بقرع أبواب السماء، والسعي في دقّ أبواب التعليم والعمل ومختلف علاقاتنا الاجتماعية.
أو دعوني أطرح نفس السؤال بصورة أخرى: من منا يحمل عند اللقاء هذا الزر على الأقل لإثبات الرغبة الصادقة والاستعداد والعطش لتلقي واستقبال الحب واكتساب الكمال، أو بمعنى آخر امتلاك هذا المعطف الدافئ؟