الخيار هو السلام

> والبشرية تمضي في طريقها قدمًا، تتغير الكثير من الحقائق والمسلمات وتتحول إلى حقائق ومسلمات جديدة في حياتنا، بعضها يقع على النقيض تماما مما كانت عليه في الجوانب السياسية أو المعيشية أو حتى الاجتماعية ومثله العلمية.
سواء بسواء هكذا يقول ناموس الطبيعة، ولعله من نافلة القول أن نذكر بأن حياتنا ونجاحنا فيها يكمن في القدرة على التكيف السريع مع مجريات التغير الحادث والتأقلم عليه وجعل هذه التغيرات تعمل لصالح حياة الناس والمجتمع عمومًا.

في حال عدم حدوث ذلك فمصيرنا أن نكون خارج تيار التطور الإنساني والحضاري، وزيادة الشقاء في حياتنا أكثر فأكثر، لنستذكر معا بعضا من حقائق التاريخ كتلك التي حرمت فيه بعض الدول استخدام التصوير أو مشاهدة السينما مرورا بتحريم استخدام الرسم للكائنات الحيّة أو قيادة المرأة للسيارة على سبيل المثال، والتي لعبت فيها الفتاوى الدينية دورا حاسما في تجهيل الأمة.

سقطت تلك الفتاوى وسيسقط الكثير من أشباهها حتما أمام تطور الوعي والعقل البشري.. هكذا هي سنة الحياة وهكذا هي الصيرورة التاريخية مصداق لقوله تعالى: "أما الزّبد فيذهب جفاء، وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض" صدق الله العظيم.

لعل التقنية والعلوم التقنية، التي أصبحت نقطة ارتكاز حياة البشرية بأجمعها هي الأكثر تأثيراً والأكثر سرعةً في تطورها حتى قيل (على لسان الراصدين من العلماء في شتى المجالات) حينها، إن ما أنتجته البشرية من العلوم في العشر السنوات الأخيرة من القرن الماضي (1990-2000) يعادل في تأثيره ما أنتجته الإنسانية منذ بدء التاريخ، وحتى لحظة دخولنا في القرن الواحد العشرين، ولنا أن نتصور ما أنتجته البشرية من تقنيات خلال العقدين الماضيين في قرننا الواحد والعشرين، من تطور في الجانبين السلمي والحربي، وهذا الأمر يعرفه جيدًا من لهم صلة بمعرفة التكنولوجيا وخصوصًا من العسكريين والسياسيين والتكنوبيولوجيين في تلكم الدول المتقدمة.

فيزيائيًا سقط مفهوم القوة الفيزيائية التي أصبح معناها الجديد(الطاقة)، في أي صورة من صورها المتعددة، ومن الطبيعي أن يتغير من جراء ذلك مفهومنا للحرب والقوة الحربية، وها نحن شهود وضحايا نرى شكلًا جديدًا من الحروب في بلادنا، من حيث إنها تحمل ملامح جديدة لمعنى القوة الحديث، ويبدو لي أن هناك مستفيدين كثر من المراقبين لهذه الحرب يتمنون أن تطول أكثر، حتى يحصلوا على أكبر قدر من المعلومات التقنية، التي ستساعدهم في تطوير التكنولوجيا العسكرية.

هذه الحرب تكاد تكون أول حرب تستخدم فيها التكنولوجيا المتطورة، مما يسمح بالحصول على معاني جديدة لمفهومي الضعف والقوة.

سيظل السلام خيارنا، (وسنصل حتما) إلى نقطة سنفهم حينها أن مفهوم السلام هو الثابت الوحيد وأن إحلاله بين البشر هو المخرج الوحيد واللغة الوحيدة، التي يمكن أن تحل البشرية من خلالها تناقضاتها السياسية والاقتصادية وغيرها، فنحن جميعا في كوكبنا الأزرق هذا، نبحر في قارب واحد، وعلينا أن نعيش بسلام بحضور قوة العدل والحرية وإلاّ كما قال الشاعر (ما حد من الموت ناجي).

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى