هذه الترهات متى نتجاوزها؟

> استهلال "خَيْرُكُمْ مَنْ يُرْجَى خَيْرُهُ وَيُؤْمَنُ شَرُّهُ وَشَرُّكُمْ مَنْ لاَ يُرْجَى خَيْرُهُ وَلاَ يُؤْمَنُ شَرُّهُ". حديث شريف.
بالتأكيد لست وحدي من تنتابني حالة من القلق الممزوج بالأسى إزاء ما جرى ويجري في مجتمعنا الجنوبي خلال ثلاثة عقود من وحدة الضم والالحاق والاحتلال.

وللأمانة أننا (شعب الجنوب) في وضع كهذا الوضع الذي نحن فيه، أقول ما برحت تتحكم فينا بعض التوجهات التي حسبت بأنها جنوبية الهوية، غير أن هذه الهوية منها براء، فنحن وهذه حقيقة إذ إننا مازلنا نحسن الظن بالآخر، غير أن هذا الآخر ما فتئ يتعامل معنا بخبث وما يزال الغدر ديدنه في كل ما يتعلق بالجنوب وقضيته العادلة.

قد يكون بما قدمت له من قول هو كلام قد فرض نفسه للدخول في صلب ما ستتناوله السطور التالية عن واحدة من عدد لأحد له من الترهات والظواهر السائدة في حياتنا اليوم كحقائق، وعلى مستويات عدة وتحديدًا في مجتمعنا الجنوبي، وهذه وغيرها من الوقائع أراها تقف اليوم سدًا منيعًا أمام تطلعات شعبنا في التحرير والاستقلال واستعادة دولته الجنوبية.

إن من الأهمية بمكان أن نشير إلى أننا بلينا بظواهر كهذه هي في حقيقة أمرها آفات لا بد من الوقوف أمامها، ومنها آفة الكذب وأي كذب يا هذا؟ نعم إنه الكذب الذي يصل إلى التدليس وتزييف حقائق ومسلمات تمس هويتنا الوطنية الحقيقية، واليمننة واحدة منها إذ تتركز المغالطات فيها منذ أمد بعيد، وقد تم تحريفها وإخراجها من جوهر معناها الحقيقي كاسم علم يدل على الجهة بمدلولها الجغرافي، وتعني جهة اليمين التي تشير إلى الباب أو الركن اليماني أي الجنوبي والموجود في بيت الله الحرام (الكعبة الشريفة) في مكة المكرمة وعلى غراره الباب الشامي أي الشمالي وكذا الباب المغاربي أي الغربي، وهي الأبواب التي أطلقها العرب على هذه المواضع قبل الإسلام وبعده ومازالت حتى يومنا هذا، وهذه المسلمة تؤكد وبما لا يدع مجالًا للشك أن التسمية لا علاقة لها باسم دولة أو كيان سياسي بعينه.

والخلاصة، لكل ما تقدم ذكره أنني استندت إلى عدد من المراجع التي تؤكد ما ذهبت إليه، وفي مقدمتها المجلد المكون من "10" أجزاء، والموسوم بـ (تاريخ العرب قبل الإسلام) للمفكر والمؤرخ العراقي د. جواد علي، لا سيما في الجزء الأول، وأيضًا كتاب الرحالة والمؤرخ الألماني هانز هولفايترز وأقصد هنا كتابه الذي يحمل عنوان (اليمن من الباب الخلفي)، والعنوان لوحده يحمل عديد الإيماءات، ناهيك عمّا حمله موروثنا الشعبي في مجمله من إشارات جلية تدعم جهوية اليمن وأنه لا علاقة لهذه المفردة بالهوية وإنما هي جهة جغرافية ليس إلا.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى