أطلال مؤسساتنا الإعلامية

> من حقنا كجنوبيين إحياء مؤسساتنا الإعلامية، تلك المرافق التي كنا ننتمي إليها ونمارس حياة عملية مهنية طبيعية، ونجد أنفسنا فجأة أمام مستجدات تدمير ممنهج لكافة تلك المؤسسات التي كانت قائمة بأصولها وكوادرها من المبدعين في كافة حقول الإعلام.
أخذت تتعاقب على سلطة تلك المؤسسات شخصيات تم انتقاؤها بعناية لأداء مهمة التدمير، وهذا ما تحقق على أرض الواقع بعد سنوات من الفساد والإقصاء والتهميش الذي طال كافة مرافق الإعلام في الجنوب وصولاً إلى ما هو عليه الحال اليوم.

ما بقي من ماضي الإعلام الجنوبي هي مبانٍ مدمرة، والغريب أن هناك إصرارًا على بقاء تلك المباني كما هي رغم أنها في الأصل خالية من الحياة، فمعظم منتسبيها تم الاستغناء عن خدماتهم والأمر لم يقتصر على مؤسسة بعينها، ولو أخذنا مثالاً لما جرى فنشير إلى تلفزيون عدن بتاريخه وأرشيفه وكوادره فكل ذلك انتهى به الأمر إلى التلاشي.

مؤسسة وصحيفة 14 أكتوبر تلك المدرسة الصحفية تمثل واحداً من أوجه التاريخ الجنوبي الذي لازم مسيرة الدولة الجنوبية بكافة منعطفاتها، إلا أن الأقدار التي جرفتنا إلى الوحدة الفاشلة وضعت أكتوبر كصحيفة وتاريخ ومجد في مهب الريح، ومورست بحقها كل أشكال التدمير حتى بلغت هذا المستوى من الدمار الذي طال كل ما يتصل بتاريخها وكوادرها الإعلامية.

نقف اليوم على أطلال الصور المؤلمة والوجوه الشاحبة لأفضل القدرات المهنية الإعلامية ممن طالهم التهميش ورحلة التيه بعد أن طال الطوفان مرافقهم التي كانت بالأمس مليئة بالحياة، وحين نباشر بإحياء مثل تلك المؤسسات تظهر الأصوات المدافعة عن بقاء تلك الأطلال على هيئتها ولو من باب تذكير المنتصر بما حقق من إنجاز على هذا الصعيد الواقع.

إن من حقنا أن نعيد الحياة لتلك المرافق والمؤسسات إذا ما توفرت الإمكانيات، وألا نلتفت للأصوات التي لا تعبر إلا عن درجة إمعانها في الحقد والتشفي بما أصابنا من دمار ماحق تحت مسمى الوحدة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى