إلا القمندان

> بيت باعث النهضة الغنائية والأدبية والزراعية في لحج الأمير أحمد فضل بن علي محسن العبدلي (القمندان) يتعرض للهدم هكذا وبدم بارد.

وهذا جزء متصل مما لحق بالحضارة العبدلية، معالمها وآثارها السامقة من طمس وتشويه واعتداءات منذ بواكير دولة الاستقلال وتحديدا مع صدور قرارات التأميم -سيئة الصيت- ومع دولة الوحدة أيضا حتى اليوم.

تعرضت أراضيهم وبساتينهم وقصورهم وبيوتهم لإرهاب منظم بكل ما تحمله الكلمة من معنى.

وكانت الحجة الواهية -حين بدأ هذا المسلسل المزعج- أن هؤلاء أقطاع من وجهة نظر اليسار المراهق في عدن، وأنهم ظلموا الشعب وهو كلام تضحك من سخافته البهائم.

لقد كانت السلطنة العبدلية إنموذجا للدولة الناجحة حتى على مستوى البلاد العربية ككل وليس على مستوى اليمن والجزيرة العربية. وكانت الشواهد إحياء الأرض الزراعية بالبساتين الغناء كبستان الحسيني الشهير وجلب صنوف الفاكهة من الهند والباكستان ومصر التي كانت مصدر إلهام للقمندان في كثير من قصائده:

في الحسيني من الفواكه كثيرة

والفنص والجامبو جاد خيره

با سقي الزهر في تلك المطيرة

والغصون الراوية في الخضيرة

يا سحب طالعة من حيد صيرة

موسم الخير به ساعة مطيرة

إن هادم بيت القمندان لا يفطن إلى قيمته التاريخية والوجدانية في قلوب محبي القمندان الكبير، فهنا عاش وترعرع وتطرح وغنى ورقص و(زفن) العبدلي الكبير.

وهناك أغان ولدت في أركان هذا البيت مثل أغنية:

ليه وعدني وعاب

قفل على نفسه الباب

يا حقيب الخضاب

افتح الباب وإلا

بايقع دوب قبقاب

أوجس القلب ذاب

ليه ضاع الحساب

تسلق حزيران في آب

قد كشفنا النقاب

المحبة عذاب من

صابها الله بها صاب

ذاك فصل الخطاب

في الحسيني مست

خبرة جماعة وأصحاب

والسمر طاب طاب

يسحبوا الأنس بين

الفل والورد سحباب

في جناين عجاب

ثم صوت الرباب

والعود والماء ينساب

والمطر والسحاب

اسكبوا لي شراب

قهوة قرنفل وعناب

بعد ماء الكزاب

اسقني اسقني من

انكر العشق كذاب

قال غير الصواب

ليه ليه العتاب

ما فيش للعتب أسباب

من سعى فيه خاب

إن قضية هدم بيت القمندان يجب أن تكون بداية لتحرك شعبي ورسمي يعيد للعبادل الأفذاذ الاعتبار، أقله أن تعاد أملاكهم بقوة القانون.

وللأمانة التاريخية فقد سعى محافظ لحج اللواء الركن أحمد عبدالله تركي في هذا الاتجاه وخاصة ما يتعلق باستعادة القصور العبدلية في الحوطة المحروسة بما فيها قصر الحجر وإعادة ترميمه و تأهيليه ليظل معلمًا من معالم لحج التي يشار إليها بالبنان.

ورغم أن اللجنة التي شكلها المحافظ اصطدمت بتعنت المقتحمين، فإن الأمور لن تنتهي عند هذا الحد فهناك بدائل تعرض على هؤلاء -وجلهم ممن تدمرت منازلهم في الحروب السابقة- لإن البقاء في ممتلكات الغير حالة منافية للقانون السماوي والأرضي وللأعراف والأخلاق والتقاليد.

يجب أن لا يستمر هذا الظلم الذي يلاحق العبادل وتاريخ لحج برمته دون أن تكون هناك لفتة شعبية ورسمية وقانونية بطبيعة الحال لوضع حد له. فليس من المعقول أن نشرب من البئر ثم نقذفها بالحجارة.

ورحم الله القمندان القائل:

يا بوي يا ضنى حالي من السجره

حاشا علي ألف حاشا ما أخرج المكنون

حتى ولا خاطري مكزوز بالجمرة

الله له أمره وأنا با صبر على المضنون

ما يسهر الليل إلا من به القمرة

وذي صبح جسمه الضاني كما العرجون

يبات يردف أنين الشوق والزفرة

والقلب محروق يمسي والكبد مطعون

سقى عهود اللقاء يا بوي من هجره

سقى سقى الشعب والوادي مطر عثنون

متى متى باسمر بانجلي الحسرة

يا ريحة الفل والريمان والحنون

هيثم عوض قال با اعطي خاطري جبره

مادام في القلب نبرة با اذلح المخزون

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى