حامض عنه نقول

> إن الحياة مليئة بالعقبات والتحديات، وكل منا قد مر بها مراراً وتكراراً، وربما قد شعرنا بالفشل عند الرسوب في مادة دراسية، أو عدم نجاح في مقابلة عمل، أو الرفض من كلية أحلامنا.
نعم نحن نواجه الفشل سواء شئنا أم أبينا لأنه جزء من حياتنا، أما رد فعلنا تجاهه ليس على حدٍ سواء، ولكل منا طريقته في اكتشاف الحل.

فهناك من يُحبط فلا يرى في العالم شيئاً جميلاً وتظل مرادفات الإحباط كالتشاؤم، الهزيمة، الإخفاق، الخوف، القلق كلها مكتوبة بين عينيه.. بمثل رد فعل الثعلب عندما انجذب نحو عنقود عنب تدلى من جدار إحدى الحقول فحاول القفز للإمساك به، ولكن رغم أنه قفز بكل قوته، فشل في الوصول إليه، وسرعان ما أُحبط وبرهن لنفسه أن العنب معلَّق عند مستوى مرتفع جدًّا عن الأرض، فاستسلم وغير رأيه وظل يكرر أن "العنب حامض".

وهناك من يرى الفشل دليل الإقدام والعمل وخطوة أولى نحو النجاح وليس نهاية الطريق، بل هو البداية دائماً، وأن الخطأ وارد، وهو العتبة الأولى لبلوغ الهدف وأن النجاح يتطلّب الوقوع بالعديد من الأخطاء وتكرارها أيضاً فيه المزيد من التعلم ودليل على الشجاعة والصدق في الطلب، وكما هو معروف عن توماس إديسون مخترع المصباح الكهربائي الذي لم يعرف النجاح في اختراعه إلّا بعد 100 محاولة و99 تجربة لم يدعوها أبدًا بالتجارب الفاشلة، ولكنّه دعاها بالتجارب التي لم تنجح، كما الحال مع العالم الذي اكتشف العلاج لمرض الزُّهريّ والذي أطلق عليه اسم 606، وجاء السبب في التسمية نسبةً إلى عدد المحاولات التي كرّرها هذا العالم لاكتشاف الدواء المناسب للمرض، وهو حال الكثير من العلماء كأينشتاين صاحب النظريّات في علم الفيزياء والذي وصلت محاولاته الخاطئة إلى 99 %.

نعم إن الفشل هو سر النجاح في الحياة، وسر الأحلام والطموح، وهو النقطة المحفزة لعقولنا تكسبنا الخبرة وتساعدنا في الانطلاق من جديد، وهو أيضًا فرصة تتيح لنا استئناف العمل من جديد بذكاء أكبر، ورؤية أعمق، وخبرة أوفر.
فعنقود العنب ليس بعيداً عن متناول يدنا، ووقوعنا على العشب مرات عديدة ليس سبباً وجيهاً لإعلان الاستسلام، وفقدان لذة الطلب وصرف النظر عن العنب، أو لأننا لم نحصل عليه.. "حامضٍ عنه" نقول.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى