عُمان تحرص على سياسة الأبواب المفتوحة في التعاطي مع أزمة اليمن

> «الأيام» غرفة الأخبار:

> تبنّت عُمان وجهة نظر مختلفة عن الموقف العربي الذي يطالب بضرورة تصنيف المتمردين الحوثيين في اليمن منظمة إرهابية، في توجه غير جديد يعكس نهج السلطنة الذي يستند على الحياد، وعلى سياسة الأبواب المفتوحة في علاقة بحل الأزمة اليمنية المندلعة منذ نحو ثماني سنوات.

ويرى مراقبون أن هجمات الحوثيين على الإمارات تعكس حجم الارتباك والقلق الذي يسود قيادتهم وراعيتهم طهران، حيال إمكانية تغيّر موازين القوى التي كانت تميل لصالحهم في السنوات الأخيرة، بعد أن ضمنوا السيطرة على معظم أنحاء الشمال وجزء مهمّ من وسط البلاد وساحلها حيث يبسطون اليوم نفوذهم على جزء كبير من محافظة الحديدة.

وسحبت الإمارات قواتها العسكرية من اليمن في العام 2019، لكن الحوثيين يحمّلونها جانبًا كبيرًا من المسؤولية عن الخسائر التي تكبدوها مؤخرًا من خلال دعمها لألوية العمالقة الجنوبية، التي أثبتت قدرة قتالية كبيرة في ساحات المعارك التي خاضتها هذه الألوية ضمن عملية “إعصار الجنوب”.

وأثارت الهجمات على الإمارات، المزيد من المخاوف من إمكانية أن يتجاوز الصراع بين المتمردين والسلطة الشرعية الجغرافية اليمنية ليكون فتيلًا لاندلاع حرب إقليمية لا يمكن التكهن بمآلاتها، ويشير المراقبون إلى أن هذا الوضع يدفع بالكثير من الأصوات ومنها عُمان إلى التحرك لإنعاش المفاوضات السياسية، خصوصًا وأنها تحظى بعلاقات جيّدة مع مختلف أطراف النزاع.

الهجمات غير المسبوقة على الإمارات أثارت موجة تنديد دولية واسعة وسط مطالبات عربية بضرورة تحرك حازم من قبل المجتمع الدولي ولاسيما من الولايات المتحدة لوضع حدٍّ لهذه الاعتداءات.
ويرى المراقبون أن المواقف التي عبر عنها وزير الخارجية العُماني خلال مقابلة مع موقع المونتير الأمريكي تعكس بوضوح المقاربة العمانية لتسوية الأزمة اليمنية، حيث إن مسقط ومنذ البداية تؤكّد على أن الخيار يكمن في دفع جميع الأطراف إلى طاولة الحوار بما في ذلك الحوثيين.

ويشير المراقبون إلى أن عُمان بمواقفها الأخيرة التي تبدو عكس التيار، تسعى إلى ترك الباب مفتوحًا أمام فرص الحوار، وهي تقدم نفسها مجددًا كوسيط محايد لاستئناف المفاوضات.
وعرض المتمردون الحوثيون الأحد الماضي عقد حوار مع الحكومة اليمنية في سلطنة عُمان.

وقال القيادي الحوثي البارز محمد البخيتي في تغريدة على حسابه على تويتر “‏إن الحل السياسي في اليمن ممكن، إذا ما امتلكت أطراف الصراع الرغبة والقرار”. وأضاف “نحن نملك الرغبة والقرار لعقد حوار يمني - يمني، سواء في اليمن أو أي دولة محايدة مثل عُمان”.
وأضاف القيادي الحوثي في تغريدة أخرى “إذا لم تستجب الأطراف التي تورطت في استدعاء التدخل الخارجي، لدعوات السلام الداخلي، فإننا سنمضي قُدُمًا في عملياتنا العسكرية في الداخل والخارج”.
ولا يعرف بعد ما إذا كانت دعوة البخيتي مناورة جديدة من المتمردين الحوثيين الذين اشتد عليهم الخناق داخليًا وخارجيًا، لكن الثابت أن عُمان المرشحة الأوفر حظًّا لاحتضان مفاوضات يمنية - يمنية في حال حصلت باعتبارها الأكثر قبولًا بالنسبة إلى مختلف أطراف الصراع.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى