​نحررهم اليوم ليحتلونا غدا

>
في سبتمبر 1962م هب كثير من الجنوبيين نحو تعز وإب حتى وصلوا حجة عن طريق الحديدة إلى أن رابطوا في جبال المحابشة مشاركة منهم في تحرير الشمال من النظام الملكي الطائفي المستبد وفي 1967م شاركوا في فك الحصار الملكي عن صنعاء ولكن ذهبت تضحياتهم مع الشماليين أدراج الرياح، فالملكيون الذين خرجوا من الباب عادوا من النافذة بتواطؤ سياسي معهود.

لم يتوقف المشهد عند ذلك ولكن نظام صنعاء ظل يسعى لاحتلال الجنوب الذي شارك في تحرير الشمال فما برح التربص على الجنوب منذ 1972م و1979م وتتوج الضم والإلحاق والاحتلال للجنوب في 1990م و 1994م.
يعني عملنا على تحريرهم فلما اشتد ساعدهم غزونا واحتلونا وعاثوا في أرضنا فسادا.

اليوم يعود المشهد بطريقة أشد وقاحة وانتهازية فقوات الهضبة تجثم على أرض الجنوب في وادي حضرموت وفي صحرائها وفي شقرة وشبوة وغيرها ويراد من الجنوبيين أن يتجهوا شمالًا ليحرروه من الحوثيين، في حين قوات الشمال يبحثون عن القات والقوت ويراهنون على الوقت لعودة الكرة لاحتلال الجنوب بشكل كامل.

ألا فليعلم القاصي والداني أن الجنوبيين قد شبوا عن الطوق وقد صهرتهم وفولذتهم وعلمتهم التحارب ولم يعد يشدهم نشيد نحو الشمال يصدح من إذاعة صنعاء (صوت المذيع بكر يدق بابي) فقد سقطت صنعاء وإذاعتها الجمهورية من زمان وقد عرف الجنوبيون قيمة وطنهم وطريق مصيره وعرفوا نفاق السياسة الشمالية وغدرها وطرحوا الشعارات جانبا.
فلم تعد الجنوب وسيلة لتحرير الشمال وإن كره التحالف.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى