​الحياة مثل الطريق

>
الواسع الطويل، وكأي طريق فإنه يضم حارات فرعية مختلفة طويلة وقصيرة، ذات اتجاه واحد أو اتجاهين متعارضين، ومسارات ملتوية ومستقيمة، طرق سهلية وأخرى صخرية، وهناك منعطفات وتحويلات ومفترقات طرق نصادفها أثناء هذه الرحلة.

الخطوة الأولى التي نتخذها في هذا المسير هي التي ستوضح لنا باقي مَعالمه وبالسير قدماً تزداد سرعة تعلمنا وتتنوع مناظر معرفتنا وتختلف قوانين سير تجاربنا يوماً بعد يوم.

من الآن نحن نرى أمامنا طريق واحد طويل وواسع يجمعنا معاً ولكننا لا نعرف اين سيقودنا هذا الطريق، ولا يوجد ضمانات عند دخولنا هذا المسير المزدحم سوى قوة الإيمان والإرادة وقبولنا مبدأ "الوحدة في ظل التنوع والاختلاف"، ومن خلالها ستتنوع اختياراتنا ودرجات امتحاناتنا وتختلف تجاربنا كما تتباين احتياجاتنا في ركوب وسائل المواصلات المختلفة بتعدد العناوين وتتسع حينها قائمة معارفنا في ممر الحياة.

إن اتخاذ الخطوة الأولى مهمة جداً وهو دليل وجودنا في الحياة، وبداية انطلاقة مسيرة تعلمنا.
ولكن لا ننسى أننا لسنا آلات، ونحن نستخدم مختلف الآلات لتسريع وصولنا إلى الهدف المنشود، ولا يجوز أن نستغل الآخر لهذا الغرض، فلكل منا رحلتين في طريق الحياة، رحلة مشتركة على هذا الدرب الواسع الطويل ابتداءً من اختيارنا الخطوة الأولى ومقصدنا جميعاً إلى الله، مروراً برحلاتنا الداخلية الخاصة الممزوجة بالعوامل المتعددة المتغيرة بين الحين والآخر والتي تتحكم في سرعتنا واتجاهنا في نهج الحياة.

وما أجمل ذلك الأثر العظيم الذي نتركه عندما نسير في طريق غير معبد مراراً وتكراراً لنصل ونتواصل مع قلوب دافئة تنبض بالحب والعطاء، وبسببه يتم تشييد شارع واسع رفيع المستوى يحيطه أرصفة تعلوها مصابيح مزخرفة تبهج الناظرين.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى