حول الحوار الذي يتعثر مشكلتنا في الذات

> لو الحوار سيفيدني سأكون معه وإذا لم يفدني سأبحث عن كافة المبررات لكي أضعها في طريقه.

البعض اختزل الحوار بعدد المكونات الحراكية التي توالدت أثناء مسيرة الثورة التحررية بطريقة عجيبة حتى أن هناك تطابقًا بين بعضها البعض في الأهداف، لكن كلًا له أسلوبه وطريقته ولا يعترف بالآخر ويريد أن يلغيه ولا يعرف أحد المسببات لذلك، وإذا كانت لم تتوحد هذه المكونات وهي كانت تعيش تحت النار فمن المستحيل أن تتوحد الآن وهي في فسحة من الأمن وتجد الآن من يدعم البعض منها لغرض في نفس يعقوب.

الجنوب ليس الأحزاب ولا المكونات الحراكية ولا الشخصيات التي تظهر لنا كل يوم بلون سياسي وفشلت في إيجاد مخارج وحلول للمعضلات التي يعاني منها الشعب، لكن الجنوب هو كل مواطن جنوبي في الداخل والخارج ومن يمثلونه في مختلف الشرائح موظفين وطلابًا وتجارًا ومشايخ وسلاطين وصيادين وعمالًا وأكاديميين ومدرسين وكل أبناء الشعب الذي تحمل الكثير وأسهم بشكل مباشر وغير مباشر في صمود الجنوب ليقف في مواجهة كل المؤامرات التي تجري ضده وما زال صامدًا.

إذاً الحوار يجب أن ينتقل من الدائرة الضيقة الذاتية والمكوناتية والحزبية إلى أفق أوسع، لكي يشمل كل طوائف المجتمع الجنوبي من أدناه إلى أقصاه، ويتطلب إدارة تمتلك رؤية مستقبلية واسعة بعيدة عن النظرة الضيقة والسطحية.

هناك من يفهم الحوار كيف يحصل على وظيفة أو تمكينه من أن يكون مشاركا في أي صيغة تضمن له ولمجموعته مكانًا لتقاسم السلطة مع أي كان.

نحن نحتاج إلى وضع قواعد راسخة لمستقبل الأجيال القادمة وأسس لدولة يتناوب عليها رجال مخلصون يحمونها من القراصنة الذين يحومون حولها لتقاسمها.

أي تأخير في اتخاذ خطوات عملية في اتجاه لم شمل الصف الجنوبي ستكون تكلفته باهظة على مستقبل الجنوب.

ومن المهم أن نضع في اعتبارنا أن الوطن هو الجامع للجميع، ويجب ألّا نسمح بتمزيقه مرة أخرى تحت أي مسميات أو يافطات أيدولوجية أو قومية أو دينية أو مناطقية أو عنصرية، لأن كل تلك المسميات هي الثغرة التي سيدخل منها أعداء الجنوب لتمزيقه.

عندما يستشعر الجميع بالخطر الداهم على الجنوب سنلاحظ سير الترتيبات على أرض الجنوب لاستزراع قوى من خارج الجنوب ستجد المخاطر القادمة التي ستكون هي الضربة القاضية لحلم استعادة الدولة.

لاحظوا ما تعانيه حضرموت اليوم من تعنت القوى العسكرية وعدم السماح لأبنائها بالتعبير عن حقهم المشروع، فما بالكم عندما تضع الحرب أوزارها ماذا سيكون الوضع عليه؟ والخوف أنه يتكرر في محافظات جنوبية أخرى، وهذا فقط جرس إنذار للجميع الذين لم يستوعبوا أهمية لمَّ الشمل الجنوبي الآن وليس غداً.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى