بالتأكيد ما نحن فيه ليس بعثرات الكرام

> ستهلال:
أننعاه ميتا؟ أنرثيه حقًا

على الجنب في بعض مثواه ملقى

وماذا يميز وهو الغريق

إن عاش في الماء أو مات غرقا

بكلمة صادقة أقول إنه في غمرة الحياة ومفارقاتها، بل وفي معمعة أحداثها، ووخز أشواكها النابتة عرضًا وطولًا فينا، الموغلة نغزًا في أوردتنا وشراييننا المتسلقة كأوراق شجر اللبلاب اليابسة أغصانها، جدران الذاكرة وردهات كل خاطر، إلا أننا ورغم كل تلك المتاعب والأوجاع تجدنا حريصون كل الحرص في أن نسمو بآدميتنا على مروج تجلياتنا الخضراء الساكنة ليس أفئدتنا وحسب؛ بل بصائرنا التي تحلق بنا في إرث الأجداد والآباء في كل أثر إنساني حضاري خلفوه لنا، ولم نستطع حصاده وقطافه كماهم فعلوا للأسف الشديد، بل شدهنا ونحن ننظر بأسى إلى هوامير الفساد ومافيتها المنظمة، وهي تعبث بنا وتعيث بأرض الجنوب فسادًا، وهذه لحج مثالًا صارخًا، وجد الفاشلون أنفسهم وحدهم هم أبطاله، ولكن المعاناة على مواطني المحافظة في ازدياد..

اعترف هنا أن ما تقدم هو مدخل صحيح لطرح أحد أهم هموم محافظتنا محافظة لحج المغلوبة على أمرها وعليه، وممن تسبب في كل ذلك، إنه من بعض أبنائها الذين أخذتهم العزة الكاذبة بالإثم، وبعد أن فقدوا مصالحهم فيها، يعودون وبظغطة زر من هوامير الفساد الكبار، الذين لفظهم أحرار المحافظة كما لفظوا نظامهم الفاشل..

فهنا في لحج تحديدًا يجري رهان يومي من لدن أساطين الفشل وهواميره من الفاسدين الحاقدين الجدد القدامى للاستحواذ على كل شيء، وهذه حقيقة لا يستطيع أولئك أو من يقف ورائهم أن يداروها، إذ أنها غدت حديث الشارع اللحجي اليومي في كل مجلس ومحفل، وتضع عناوينها وبـ (البنط العري) كما يقال في مختلف الوسائل الإعلامية المتداولة، ولا حياة لمن تنادي.

إن ترحيل قضايا محافظة لحج الكبيرة مثل نهب المال العام والخاص على حد سواء، والبسط والاستيلاء على الأراضي بغير وجه حق، وترفيع وترقية الفاشلين إلى مواقع هامة في مفاصل السلطة المحلية، وعلى أساس حزبي ضيق ومرجعية مناطقية مقيتة، ناهيك عن التدخل المباشر في السلطة القضائية، وأيضًا منظمات المجتمع المدني(الوهمية) كل ذلك ساعد وإلى حد كبير إلى تفشي واستفحال الفساد وتلميع نجومه جهارًا نهارًا من قبل قيادات معروفة في السلطة المحلية والحكومة الشرعية المعترف بها دوليًا، وهذا هو الأنكى والأدهى، والبوابة المفتوحة على مصراعيها لبقاء لحج والجنوب على ذات الوضع المهين والذي يشبه الداء المستعصي علاجه.

الخلاصة:
ولأن الكلمة أمانة في أعناقنا نحن معشر الكتاب أقولها وبكل شفافية بأنني تجنبت عمدًا أي ذكر للأسماء في هذه العجالة، وذلك حتى يستوعب ولي أمر هذه البلاد ومن تحته محافظ لحج تلك الحقائق والشواهد، ويبدأ بخطوة جادة وحقيقية لإزالة ما يشار إليه بكثير من التهم التي تحمله مسؤوليته في كل ذلك، وبعيدًا عن بطانات السوء المحيطة بهما، فما نحن فيه أيها السادة ليس بعثرة من عثرات الكرام وقد أفصحت عن ذلك فيما تقدم من سطور، والله من وراء القصد

الخاتمة:
هنا كل شيء رهين الظهور

ولا حي إلا بمعنى الحضور

نلم بأحداثه في ثوان

ونلغي القرون لبطء المسير

الهامش

الاستهلال والخاتمة للشاعر البحريني إبراهيم العريض

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى