صوت المحبة والسلام

> يقال إن مريضاً بالصداع المزمن توجه إلى الطبيب المعروف ابن سيناء لتلقي العلاج، فتفاجأ حينما أرقده الطبيب المعروف وفحص جسمه من الرأس إلى أصابع القدمين، وحينما سأله عن السبب قال له ابن سيناء: "في الطب يجب علينا أن نعرف أسباب المرض والصحة، ولإبطال المرض يجب التوغل عميقاً لإيجاد مسببات الوجع وليس تسكين أعراضه".

ثم وجد أن سبب صداع المريض يعود لضعفٍ شديد في معدته وعدم تمكنه من هضم أنواع من الأطعمة، وبالتالي يسبب له الصداع.

وبنفس المنوال لحل المشكلة لا بد من البحث عميقاً في جذورها، فلنتأمل قليلاً، ما سبب اندلاع الحروب في زمننا الحالي؟

إن هناك نوعين من الاختلاف أحدهما الاختلاف النابع من التنوع والتباين كأزهار الحدائق التي تختلف في نوعها وتفاوتت ألوانها وتتباين في صورها وتتعدّد أشكالها ولكنها تُسقى من ماء واحد، وتنمو في هواء واحد، وتترعرع من حرارة وضياء شمس واحدة، وإنّ تنوّعها واختلافها هو سبب رونقها وجمالها، وهذا التنوع هو عين الكمال وتجلي عظمة سياسة الله ذي الفضل والجمال.

أما النوع الثاني فهو الاختلاف المسبب للهلاك والانعدام، كاختلاف الشعوب والملل المتناحرة تمحو إحداها الأخرى من أجل التراب الذي هو قبرنا الحتمي، ومن أجل الحدود الوهمية، فلو نظرنا الأرض من الفضاء سنراها نقطة بلا حدود ولا خطوط هذه هي الصورة الطبيعية للعالم، فالكرة الأرضية هي كوكبنا وبلدنا الوحيد، لذا حينما يغلب الاختلاف المسبب للانعدام والهلاك ويسيطر ويُقيِّد الاختلاف النابع من التنوع والتعدد، ويعلو صوت السياسة البشرية القذرة على السياسة الإلهية المنادية للوحدة والاحترام، حينها تشتعل نيران الحرب والقتال وينتشر الفساد ويعم الفقر والمرض كل الأنحاء.

إن السياسة الإلهية تدعو للمحبة والسلام والصلح والصلاح وهي أعلى وأجل من السياسة البشرية.

"إن الله واحد، والجنس البشري واحد، وأساس أديان الله واحد، وحقيقة الربوبية محبة وسلام، والعالم هو وطن واحد، والحدود هي من عمل الإنسان".

إن اختفت الحدود ومعها الحروب فلن يكون هناك فقراء ومحتاجون وستستغل الأموال التي تصرف حالياً على شراء الأسلحة لتوضع في خدمة العلم والصحة والعمران واستمرارية الحياة بتناغم وتوازن.

حينئذٍ لو أراد رئيسا دولتين أن يخوضا حرباً فالأفضل أن يتقابلا ويتلاكما بدل قتل ألوف الأبرياء نيابة عنهما، وفي حلبة ملاكمة معزولة بعيدة عن عيون الشعب المظلوم.

ودمتم سالمين.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى