الخليفي .. قيادي في ورطة ناجحة ..!

> * مشكلتي أنني أعرف خالد خليفي ، عن ظهر قلب ، وهذا يقف عائقا بيني وبين إنصافه ، كلما عانق نجاحا جديدا أو زف بشرى خارجية أو داخلية سارة لوطنه ولمحبيه و عشاقه .. خالد رجل في ورطة ناجحة ، يلمس الأشياء فتتحول إلى ذهب ، وكلما تبوأ منصبا أو مارس عملا يجمع الدرجات النهائية ولا يرضى إلا بالامتياز أما الجيد والمقبول فيتركه للذين يتربصون به ليلا ونهارا ولا يجنون سوى الخيبة من جميع أطرافها.

* لاحظوا معي : كانت السباحة عندنا بدعة وضلالة ، وكلام لا يخلو من التندر ، كان الحديث عن السباحة ، قبل مجيء الخليفي أشبه بالحديث عن الغول والعنقاء والخل الوفي ، كانت مجرد اتحاد على الورق (يشفط) ميزانية بلا نشاط ، كما أن اللعبة كانت مجرد صورة حتى لا يقال أننا لا نعلم أولادنا السباحة ، مثلما علمناهم الرماية وركوب الخيل .. جاء الخليفي من أقصى المدينة شاهرا سيف التحدي ، وعندما فاز بإجماع الإجماع ، فوجئ بالصورة سوداوية : اتحاد خرابة ، بلا لوائح وقوانين ، كل شيء فيه (شخبط شخابيط)، التقط خالد أنفاسه وراح يبني السباحة بفكره وحماسه وبراعة شخصيته القيادية ، وفي ظرف دورة انتخابية ، نقل الخليفي السباحة من حال إلى حال ، أخرج اللعبة من ظلام (يانصيب الورق) إلى نور الفعاليات والمسابقات على أرض الواقع.

* رسم خالد خليفي خطة عمل طموحة تبدأ من مواجهة طوفان البحار المفتوحة ، و تنتهي بقهر الظروف ، و التغلب على العوائق ، والسباحة ضد تيار الإمكانات والقدرات البشرية .. كان على الخليفي وسط واقع محبط أن يستعين بشجاعة كريستوفر كولومبوس ، و براعة ماجلان ، و خبرة أحمد بن ماجد ، ضبط مقاسات البحار ، وغاص في أعماق السباحة من قمة رأسه حتى أخمص قدميه ، وعندما بدأت أحواض السباحة تلتهب بالحركة والبركة ، بلغت شهرة الخليفي الآفاق وأصبح في ظرف وجيز رقما صعبا في الاتحادات العربية والقارية والعالمية.

* من السهل على أبطال السباحة تحطيم أرقام قياسية بالعوم في المسابح الأولمبية خارجيا ومداعبة أرقام محلية في بحر مفتوح، لكن الأصعب بالنسبة لي يكمن في تحدي خالد وفي قدرته على ترويض أمواج البحار الهائجة ، الخليفي كان يسبح بأفكاره في بحر متلاطم الأمواج ، مليء بأسماك القرش المفترسة ، وهي سباحة ليس لها رقم معين ، فليس هناك من يعوم بأفكاره في بحر ليس له قرار ، ومع ذلك صمد حتى انتقلت رؤاه من تحت البحر إلى سطحه ، وهنا بدأت سيمفونية جميلة ، يعزفها لنا هذا الخليفي في البحار والمياه المفتوحة والهواء الطلق ..

* مثلي مثلكم لا أدري عن نوعية الجينات التي تسبح في دورة خالد العائمة تحت جلده ، لكنني أسأل خالدا بشغف محب له : كيف صنعت من البحر طحينة جذابة يسيل لها لعاب السباحين الهواة والمحترفين ..؟ ما هي المقادير التي استخدمتها لتصنع لسباحيك من الفسيخ شربات ..؟ .. كيف روضت زمجرة الموج ودجنت رياح الأنواء ..؟ .. كيف

حولت بحر عدن إلى واجهة عالمية يؤمها رئيس الاتحاد الدولي للسباحة ويشيد بها كتجربة تستحق الدعم وفق ضوابط الاتحاد الدولي؟

* بالله عليك يا خالد يا ابن الخليفي قل لي : كيف أجبرت رئيس الاتحاد الدولي للسباحة على زيارة عدن والاستمتاع ببطولة الجمهورية في وقت فشل وزير الحكومة في دخول ملعب أو مشاهدة مباراة؟ .. كيف تشكلت موازينك السحرية ، في ظرف 7 سنوات ، فبنيت للسباحة أرقاما عربية وقارية وعالمية تُوجت بزيارة رئيس الاتحاد الدولي للسباحة لعدن لقراءة محتوى فنون العوم؟

* يرأس خالد خليفي اتحادا لا يملك مسبحا أولمبيا في عدن، و يقود اتحادا يركب موجة البحر كلما نشط أو حاول تفعيل قنوات فن العوم ، ويراهن على مكاسب جديدة ، وهو الاتحاد الذي تساوي ميزانيته السنوية وجبة عشاء واحدة ، فكيف استطاع هذا الرجل أن يصل بالسباحة إلى العالمية ، ويرغم رئيس الاتحاد الدولي للسباحة على زيارة هذا الاتحاد والاطلاع على تجربته عن كثب ..؟ .. ليس في الأمر سرا ، كذلك السر الذي تحتفظ به وجبات الهامبورجر ، فخالد لا يعرف اليأس ، يكره الاحباط كره العمى ، يعقلها ويتوكل ، يعشق السباحة في البحار الضحلة ، يحب المغامرة و التوغل إلى الأعماق ، مهما كانت خطورتها ، رجل عنيد يطارده النجاح أينما حل و ارتحل ، وهو قيادي نادر لن يتكرر ، ما إن يضع قدمه في منصب حتى يتحول إلى حديث المدينة.

* خالد يسبح بأفكاره بعيدا، يصبها على الماكت حتى تنضج ثم يطرحها مشروعا للتطبيق العملي ، في عهده بلغت السباحة مكانة متميزة عربيا وقاريا ، وفي عهده أصبح لنا أبطال على مستوى دولي ، يشاركون للمنافسة ، وليس لأجل رفع شعار التمثيل بالوطن في البرك والمستنقعات .. يقولون أن خالد خليفي (جوكر الوزارة) ، وأنه العقل المفكر المبرمج ، والرجل الذي يرسم سيناريوهات النجاح ، بعرقه وكفاحه وقوة شكيمته ، وهم لم يخطئوا في ذلك ، لكن دعوني أزيدكم من شعر الخليفي بيتاً : خالد يؤدي أكثر من عمل بلياقة ذهنية عالية، لأن المال ليس غايته كما هو الحال بعيال (بوس الواوا) ، و الدرجة الوظيفية ليست أمنيته رغم أحقيته بها ، ولم تكن الوجاهة قبلته يوما في محيط عمله، فهو دائما في خدمة المجتمع ، تجده حاضر البديهة يعرض خدماته وفي المكان الذي تتمنى رؤيته.

* ومثلما أن السباحة هواؤه وماؤه ومأواه ، فالوزارة أيضا سلواه وكيانه ، ورحلته نحو الحق ، و إذا كان خالد قد قهر المستحيل وهو يكسر الطوق عن سباحة بلا أحواض، فإنه أيضا كان سببا مباشرا في إرساء مداميك الوزارة وتثبيت أركانها ، وحلال عُقدها بلا منازع ، فكلما ألمت بالوزارة مشكلة أو معضلة، إلا ويحن رعد خالد ويبرق، فيجد لكل مشكلة مليون حل، لولاه لغرقت الوزارة إداريا وفنيا في شبر ماء.

* يرتبط خالد خليفي ببحر عدن برحلة عطاء ليس لديها حدود ، يسكن خالد في أعماق عدن ، و تسكن هي داخل أحشائه ، تبادله الولع والغيرة ، ويبادلها العشق العذري بباقة من أعماله الخالدة ، أقولها بلا مواربة : أحترم هذا الرجل الذي يقهر المستحيل ويضع نفسه في زمن تحلل المبادئ في ورطة رياضية ناجحة..!

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى