الجنوب والرياح الدولية العاتية

> منذ أن قرعت طبول الحرب بين روسيا وأوكرانيا بدأت تشكلات دوائر الاستقطاب الدولي تتغير وترسم ملامح تشكيل خارطة دولية عالمية جديدة مع اشتداد الصراع الغربي الأمريكي مع دولة روسيا الاتحادية وانضمام الصين وكوريا الشمالية إلى جانبها كحليفتين نوويتين قويتين وهو ما ينذر بوقوع حرب عالمية ثالثة تأخذ طابعها النووي كما يتوقعها البعض وإن كان ذلك بعيدا في الفترة القريبة إلا إذا شعرت إحدى الدول العظمى بالاختناق.

إن رياح التغيير العاتية بدأت تهب على كافة جغرافيا الكرة الأرضية ومن ضمنها منطقتنا العربية في سياق أخذ المواقف والاصطفاف مع أحد أطراف الصراع على مساحة الإقليم الذي أخذ طابعا اقتصاديا وإن كان ظاهره عسكريًا يتحتم على الدول العربية تبيان مواقفها الواضحة سبيلا منها لحجز مواقعها القادمة دون تردد، فلا سبيل لها من ذلك لأن الحياد حيلة العاجزين، ولهذا فالمسألة اليوم هي إما مع أو ضد أحد القطبين لأن فاتورة الدفع ستكون باهظة لاحقا بكل تأكيد.

الجنوب اليوم يدخل مرحلة جديدة من صراعه في ظل هذا الصراع الدولي الجديد الذي يجب معه أن يرتب أوراقه بشكل ذكي ويوظف كل إمكاناته وعلاقاته التاريخية مستندًا من إرث قديم مع حلفائه التاريخيين الذين ربما يلعب بهم كورقة رابحة ولا يخسر في ظل هذه التحالفات الجديدة شيئًا أكثر مما قد خسره في مراحل صراعه مع الأطراف المحلية القديمة.

إن ما يكتنزه الجنوب من ثروات تستدعي من هذه الأقطاب المتصارعة أن تجعل من الجنوب إحدى مناطق استهدافها في امتلاك ناصية قرارها وفق تناغم إقليمي على خارطتها التي للأسف الشديد لم تحزم بعد قرارها مع منطق العصا والجزرة التي يستخدمها معها اللاعب الدولي.

إن تجاوز هذه الرياح العاتية في الصراع الدولي يتطلب من الجنوبيين العودة إلى علاقاتهم التاريخية وهي الوسيلة النافعة بحل قضيتهم ضمن ظروف وملابسات هذا الصراع دون مراعاة للموقف الإقليمي وبالذات دول الجوار منه، إذ إنهم قد أخذوا وقتهم الكافي ولم يتمكنوا من حسم مواقفهم الواضحة من القضية الجنوبية وتكرار المكرر مضيعة للوقت، والمجلس الانتقالي الجنوبي يتجه باعتقادي نحو هدفه المنشود نحو استعادة دولته بهذا الدرب ولا سبيل لضياع الفرص والأيام القادمة حبلى بالمفاجآت السارة لأبناء الجنوب.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى