لم تتوافر سبل الوصول إلى كرسي الرئاسة لأحد من قبل كما توافرت للرئيس عبد ربه منصور هادي الذي كان لوقت طويل تحت عباءة سلفه مجرد نائب بدون صلاحيات حقيقية أو كبيرة.
عندما تولى هادي الرئاسة عام 2012، كان لا يمتلك قاعدة حزبية أو شعبية أو عسكرية ولا قاعدة قبلية.
منذ البداية كانت دائرة الرئيس هادي الضيقة المحيطة به من عديمي الكفاءات والفاسدين وجماعات ذات أجندة خاصة وليس ذلك فحسب، بل إن هناك من يتهم أطرافًا مقربة من هادي برعاية الإرهاب في المناطق الجنوبية والمحافظة عليه والتستر على نشاطه، ولهذه الأسباب وأسباب أخرى لا تزال ثقة اليمنيين بالرئاسة الشرعية مفقودة أو على أقل تقدير متدنية جدا.
اليوم يعتقد بعض اليمنيين أن هادي هو الرئيس الأضعف في تاريخ رؤساء اليمن، إذ لم تتسم فترة رئاسته بالأداء الضعيف فقط، ولكن بسوء الإدارة والفساد إلى حد كبير، وكانت النتيجة المتوقعة انعدام شعبيته في كل البلاد.
في عهد هادي انهارت العملة على نحو غير مسبوق، وفي عهده أيضًا أصبحت معيشة أكثر من عشرين مليونًا من شعبه ترتبط كليًا بالإعانات الخارجية للبقاء على قيد الحياة.
فيما أن كل شيء ينهار تحت سلطة الحوثيين وإرهابهم الواسع، لم يتحسن أي شيء تحت سلطة شرعية هادي الفاقدة للدعم الشعبي، ولم يتحقق أي إنجاز حقيقي.
إن مهمة إدارة أي بلد في وقت السلم ليست بالأمر السهل، فما بالكم بأن يكون هذا البلد هو اليمن، وأن يكون ذلك في زمن الحرب، وأن يكون تحت تأثير عوامل خارجية كبيرة أكبر من قدرة اليمنيين على تجاوزها.
بوجود جماعة الحوثي الإرهابية يصبح وجود الشرعية، أمرًا مهما للغاية، مهما كان الموقف من الشرعية، إلا أن ذلك لم يضمن لشرعية حكومة هادي ثقة غالبية اليمنيين، على الرغم من أنها ما زالت الممثل الشرعي للشعب اليمني في نظر المجتمع الدولي، وهي المفاوض الرئيسي على طاولة المفاوضات مع جماعة الحوثيين للتوصل إلى تسوية نهائية للصراع المدمر.
التسليم بالحقيقة ليس من صفات رؤساء وزعامات اليمن على وجه التحديد، فلماذا سيكون هادي مختلفًا؟ وإلى متى سيبقى اليمن تحت رحمة شرعية هادي الضعيفة وإرهاب الحوثيين الواسع؟