لا جديد تحت شمسك يا سيد جروندبرج

> استهلال
ٳلى واعظ متورد الخدين

تعظنا فتقول:
لا تجعل يمناك تعرف ما تفعل يسراك

حقا
إنك تقول لنا شيئا

وتقول لابن أخيك شيئا آخر "1"

تابعت كما تابع غيري بيان الإحاطة المؤرخ بتاريخ (15 مارس الماضي) الذي قدمه المبعوث الدولي إلى اليمن السيد "هانس جروندبرج" لمجلس الأمن، ورغم موضوعية تلك الإحاطة بحسب مقدمها كالعادة في كل دورة كتقليد بروتوكولي متعارف عليه، إلا أنني لا أخفي على قارئي الكريم أنني لم أعثر على تلك الموضوعية في ثنايا تلك الإحاطة المعلن عنها إعلاميًا، وهذه هي ليست المرة الأولى التي يحدث هذا معي، فالإحاطة مثلها مثل سابقاتها من الإحاطات موضوعية بامتياز بحسب من صاغها وقام بنشرها إعلاميا، وبلغة دبلوماسية سئم المواطن الجنوبي منها رغم هالات الإشادة بها من قبل أطراف بعينها يقال إنها تحترب مع بعضها في اليمن، ويبدو أنها هي المستفيدة من مثل هذه التصريحات وإن لم أقل من هذه الحرب التي تدخل بامتياز عامها الثامن.

وهنا يا سيد "جروندبرج" لا أخفيك سرا وكمواطن عربي جنوبي أولا، وكإنسان ثانيا يعيش على كوكب الأرض وإلى الأمس القريب وقبل ما يعرف بثورتهم الشبابية كنت مفعما بالتشاؤم، ليس من إحاطاتك لأنك حينها لم تعين بعد في منصبك هذا كمبعوث دولي، بل من إحاطات المبعوثين السابقين لك، غير أني اليوم صرت أكثر تشاؤمًا خاصة بعد أن اتضحت لي الصورة تمامًا وتأكد لي أنكم لا تريدون إنهاء هذه الحرب خاصة وأني قد عرفت من خلال صياغتكم بيان الإحاطة تهميشكم المقصود لأحزاب ومكونات فاعلة في المشهد اليمني اليوم، وأعني بها الحزب الاشتراكي اليمني والمجلس الانتقالي وتركيزكم المتعمد أيضًا، الذي لا يخفى علي أحد، على حزب بعينه وهو حزب المؤتمر الشعبي العام وإعطائه الأولوية بالإشارة الواضحة إليه في محادثاتكم التي تمت في مدينة عمان بالأردن، فبالرجوع إلى إحاطتكم فقد ورد فيها بالنص: "خلال الأسبوع الماضي عقدت اجتماعات ثنائية مع قادة من حزب المؤتمر الشعبي العام ووفود من حزب التجمع اليمني للإصلاح والحزب الاشتراكي اليمني والتنظيم الوحدوي الشعبي الناصري والمجلس الانتقالي الجنوبي.. إلخ، فورود اسم ذلك الحزب المطرود من الجنوب وغيره من "الأحزاب اليمنية المهزومة والمأزومة" هو الذي فتح لي مغاليق إحاطتكم تلك، فبعملية ربط بسيطة ومن مواطن بسيط مثلي تبين له الكثير والمخفي مما جاء في إحاطتكم، وعلى لسانكم إذ تبين عمليا أنكم تعدوننا كعرب جنوبيين ويمنيين بإطالة أمد هذه الحرب وفي الوقت عينه تهيؤون الأرضية لعودة من رفضهم شعب الجنوب العربي بالأمس القريب، رغم إرادتنا كجنوبيين.

حقا إن ما يجري اليوم في العديد من محافظات الجنوب يثبت ما يتم تداوله في الكواليس لرسم خارطة سياسية متفق عليها بين اللاعبين الكبار في المشهد واذيالهم من بعض الشراذم الجنوبية فهو العبث بعينه ولن يؤدي الى حل نهائي وناجز ابدا.

الخلاصة:
كان الأجدر بي أن لا أعطي بيان إحاطتكم أكبر من حجمه فهو وأنت ومن سبقك تتعاطون ذات الأسباب ونتائجها وذات المرجعيات التي فقدت مصداقيتها على أرض الواقع، غير أن الضرورة وخطورة ما يجري الترتيب له دفع بي إلى مثل هذا التناول، ولكن ما يهمني من كل المجتمع الدولي وبعيدًا عن الدبلوماسية هو الإصغاء إلى معاناتنا كجنوبيين لا ذنب لهم إلا أنهم خاضوا نضالًا عظيما منذ العام 2007م ولا غاية لهم إلا استعادة دولتهم، إما إعادة إنتاج نظام الهيمنة والاحتلال والفيد وإن بوجوه جديدة بمسميات أخرى فهذا أمر لا بد من أن يقاومه شعب الجنوب حتى تشرق عليه شمس الحرية.

خاتمة:
إلى واعظ عظيم البطن
عظتك يا سيدي جميلة رائعة ومؤثرة، خطبتك تمس شغاف القلوب، إلا أن بطنك الكبيرة المترهلة تدخلنا في التجربة 2.

هامش:
الاستهلال "1" والخاتمة "2" للشاعر اليوناني "سكوكوس كونستندينوس

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى